كيف تكتب عقد تصميم محكم قانونياً ؟
عندما ترجع الأمور لأصولها الواضحة ستجد أن عملية البيع هي ببساطة عبارة عن سلسلة من الاتفاقيات الشفهية والتي توثق في نهاية الأمر كتابياً. وينبغي أن تصبح هذه الوثيقة عقدك أو طلبك أو أي اتفاق ملزم قانونياً يتم توقيعه من قبلك أنت والعميل لعقد صفقة
إذا فشل أحد الطرفين في إتمام الجزء المتعلق به في الصفقة فهذا يسمى “خرق العقد”. وبما أن هذا أمراً نريد جميعاً تفاديه فمن المهم إدراك أن المفتاح للحصول على عقد محكم يقوم على كيفية بيعك. بتعبير آخر لا بد أن يعكس عقدك كل شيء ناقشته مع عميلك واتفقتما عليه أثناء عملية البيع
إذا كنت تمتلك مؤسسة متخصصة بتصميم مواقع الويب ، أو تعمل بشكل شخصي في مجال تصميم و تطوير المواقع ، فهذه المقالة لك . تناقش هذه المقالة أساليب متطورة لكيفية كتابة و صياغة عقود العمل لمشاريعك مع عملائك لتتفادى الكثير و الكثير من المشاكل التي وقع فيها و ما يزال يقع معظم مطوري مواقع الويب و أصحاب المؤسسات المتخصصة في هذا المجال
ليكون العرض ساري المفعول لا بد أن يكون هناك اتفاق مشترك؛ عرض وقبول. وبما أن هناك حالات يبدأ فيها العرض مع المشتري، كربح عرض لمشروع على ((Guru.com (“أنشئ لي هذا النوع من المواقع مقابل ن من الدولارات”) فإن هذا العرض في شركتنا عادة ما يبدأ معك أو معي (البائع). وعليه فإن كل أمر نناقشه مع العميل أثناء عملية البيع يصبح “عرضاً” ويشير هو “لقبوله العرض” متى ما وقع على الخط المنقط.
بصرف النظر عن ما إذا كان العرض قد بدأ معك أو مع المشتري فإن هناك نقاط أساسية لا بد أن توجد في كل عرض ومنها: نطاق العمل، تعديلات العميل، التعامل مع تأخر العميل، الأحداث المهمة وكمالية المشروع، بنود الدفع، الدعم التقني والمالي، تعديلات موقع العميل أو الشريك، تحمل المسؤولية عند انحراف الأمور عن مسارها، من الذي سيمتلك الموقع في نهاية الأمر إذا أنشئ. سوف تدرس المقالة جميع هذه النقاط موضحة أهمية وجودها في العقد.
ملحوظة: أنا لست محامياً ولم ولن أكون كذلك على الأرجح ولا يقصد من هذه المقالة أن تأخذ مكان الاستشارة القانونية الصحيحة. لا تحاول ذلك في المنزل: تشاور مع مختص قانوني كفء. تعد المعلومات في هذه المقالة أو الطلب أو نطاق العمل نقطة بداية جيدة للنقاش مع المحامي.
بما أني مقيم أمريكي فإن بعض أو كل هذه المعلومات قد تطبق في بلدك وقد لا تطبق وفي حال كانت مختلفة فإنني أكرر ضرورة التشاور مع المختص القانوني.
“هل يعرف العميل ماذا يريد؟”
نطاق العمل و نطاق التغيير
ووفقاً لمن في (A List Apart( فإن نطاق التغيير هو “عملية طبيعية يكتشف من خلالها العملاء ما يريدون حقاً”. وبالرغم من أن مواجهتي الأولى لهذه الظاهرة ثانوية نسبياً (فالعميل فجأة أراد مجموعة من صور (GIFs) المتحركة في صفحة معينة) إلا أن هذا جعلني مطّلع جيد لما يمكن أن يصبح عليه هذا الانحدار الزلق.
إن الهدف من عرض تفاصيل المشروع ليس لمنع فرص التغيير التي لا مفر منها ولكن لإعطائك حرية اختيار متى يكون من الملائم تقاضي أجراً مقابل العمل الإضافي. وبالاعتماد على حجم المشروع فقد لا يكون مناسباً ذكر مواصفات المشروع في العقد الفعلي. وبصرف النظر عن ما إذا كان ما تريد مكتوباً في العقد أو في وثيقة منفصلة فلا بد من التأكد من تحديد ما يحتوي عليه العقد بالضبط وما لا يحتوي عليه، ودفع العميل لتوقيع جميع الوثائق.
“كم عدد التغيرات التي سيقومون بها؟”
تعديلات العميل
إن أحد أكثر الأخطاء الشائعة التي يقع فيها أصحاب الأعمال الحرة عديمي الخبرة هو العجز عن الحد من عدد تعديلات التصميم التي يُسمح للعميل بطلبها. عندما بدأت حياتي قبل ظهور الويب وافقت على تصميم بروشور لأحد المعارف، وبعد ما يقارب ست أو سبع تعديلات بدأت بالتساؤل عما إذا كنت سأنهي هذا البروشور. لقد تعلمت درسي في وقت مبكر ولهذا اشترطت بوضوح عدد التعديلات عندما بدأت بتطوير المواقع ولم يحدث معي أي مشكلة منذ ذلك الوقت.
وهذا ليس معناه أني لم أعدّل من شروطي بعض الشيء. عندما بدأ أحد العملاء بـ (إعادة تصميم) مخطط الجزء العلوي لموقعه أصرينا على إخباره في التعديل السادس أو نحو ذلك بأننا سنسمح له بتعديل واحد فقط. بمعنى آخر أن لا مشكلة من رغبتك بالسماح لعميلين أو عشرة بالقيام بتعديلات أو ما إذا كنت تنوي تقديم نموذج كامل أو 100 طالما لدى كل منكما فهم واضح لما يتوقع. وعندما يأتي التعديل الأخير فلا بد أن يفهم العميل أن جميع التغيرات التي يريد لا بد أن توضع في هذه النسخة و إلاّ سيتوجب عليه دفع أجور إضافية.
“هل سيقومون بإعطائي المحتوى؟”
التعامل مع تأخر العميل
الفخ الآخر الذي يقع فيه عادة صاحب العمل الحر القليل الخبرة هو تزويد العميل للمحتوى. و وفقاً لكلي قوتو مؤلفة كتاب (Web ReDesign 2.0: Workflow That Works) نيو رايدرز بريسNew Riders) Press) ، الطبعة الأولى، 14 أغسطس 2001. إن الحصول على محتوى العميل في الموعد “هو على الأرجح الأمر الأقل توقعاً والأصعب حدوثاً في أي مشروع ويب” وواصلت كلامها قائلة:” وفي الغالب يمتلك الزبائن نظرة غير واقعية لما يريدون الوصول إليه، بالإضافة إلى أي البنود التي يحتاجون لها. الأمر الخرافي هو أن المحتوى سيصل في الموعد. ومما يزيد الأمر غموضاً أنه مهما كنا منظمين فإن المحتوى سيصل حتماً في وقت متأخر”.
على هذا التأخير المحتّم في الحصول على المحتوى فإن المصمم يصبح لأسباب يمكن فهمها محبط. و مما يزيد الأمر سوءً هو أنه إذا حدد عقدك “مستحقات الدفعة الأخيرة عند اكتمال المشروع” فأنت في وضع مؤسف من انتظار الحصول على الدفعة بينما العميل يؤجله إلى أجل غير مسمى.
مثل العديد منّا تعلمت بالطريقة الصعبة. ففي أول مشروع مدفوع، اشترطت بغباء الدفع (عند الاكتمال). و مما جعل الأمر أكثر سوءاً أني كنت ساذج وعديم الخبرة فلم أسئل عن دفعة مقدمة، وبعد عشرة أشهر عندما اكتمل الموقع بنسبة 95 بالمائة (نسخة غير مكتملة) جلست أنتظر المحتوى ولم يدفع لي عشرة سنتات. ولا حاجة للقول أنني لم أرتكب هذا الخطأ مرة أخرى.
لا بد أن نعترف بحقيقة أن أغلب العملاء سيتأخرون إما لانشغال بعضهم بإدارة أعمالهم أو عن قصد. و متى ما وقعت الاتفاق فقد عقدت مع عميلك صفقة تتضمن الالتزام المشترك ولا بد أن تشترط في عقدك ما إذا كان التأخير يشكل (خرقاً في العقد). هناك عدة طرق يمكنك القيام بها وهي:
الاشتراط في العقد في حال عدم الحصول على المحتوى المستحق الدفع في الموعد فإن العميل يكون في هذه الحالة قد خرق العقد ( وعليك أن تحدد تفرعات الخرق كأن يخسر العميل دفعته المقدمة أو حصته من ذلك ويصبح العقد مستبعداً ).
الاشتراط في حال عدم الحصول على المحتوى في الموعد المحدد فإن الميزانية الباقية للمشروع مستحقة وواجبة الدفع.(وهذا يمنع ما يسمى تأخيره خرقاً للعقد، و إلغاءه فوراً ، و لا بد من تحفيز العميل لإمداده المحتوى في الموعد وتوضيح عواقب تأخره بدقة).
بدل من المدفوعات الملحقة للإنتاج الهام اشترط أن الدفع الأخير سيكون مباشرة بعد عدد معين من الأيام بصرف النظر عن ما إذا كان المشروع قد اكتمل أو لا. وتستطيع تحديد زمن تقريبي ليتطابق مع الموعد الذي تقدّر اكتمال المشروع فيه حيث لا وجود للتأخير. (وبذلك أيضاً يُمنع خرق أو إلغاء العقد لكن لا تعطي انطباع معاقبتك للعميل لتأخره واستمر في الحصول على مالك في وقته. ومما يحفز العميل بشكل أساسي لتزويد المحتوى في وقته هو أنه سيدفع للموقع الغير منتهي بسبب تراخيه).
تزويد المحتوى ليس الأمر الوحيد الذي يستطيع فيه العميل تأخير المنتج. باعتبار أن أي حدث هام يتطلب عمل العميل مثل نماذج التصميم الموافق عليها وإدخالها في عقدك سيجعل الأمور تستمر.
“يريد العميل الملفات المصدرية”
من يمتلك الموقع الذي أنشئت؟
الحقيقة المجردة هو أن دفع العميل للحصول على العمل لا يعطيه حق ملكية الموقع أو ملفات المصدر. لكن سؤال؛ من يملك الموقع وملفات المصدر لا يعرض للمناقشة حتى يطلب العميل ملفات المصدر أو يقرر تكليف مصمم آخر للقيام ببعض الأعمال في الموقع الذي أنشئت. ومن الأفضل دائماً إنشاء ذلك مقدماً أثناء عملية البيع الأولية بدلاً من التنازع بسبب هذه النقطة
تجنب “العمل بالإيجار”
لإنشاء ملكية حقوق الطبع فإن أول شيء يجب أن يذكر هو ما إذا كان العمل يؤدى كمقاول مستقل أو كعمل بالإيجار.وبشكل عام فإن “العمل بالإيجار” يوجد عندما تكون موظف ويكون تنفيذه في حدود مجال وظيفتك. وفي هذه الحالة فموظفك (ليس أنت) له كامل الحقوق للعمل.
إلا أن هناك حالات يمكن أن يصنف فيها تأدية العمل من خلال المقاول المستقل كـ ( عمل بالإيجار). وبما أن هذه الحالات عموماً لا تطبق على تصميم الويب أو تطوير العمل فيظل من الأفضل أن يبين عقدك البنود التي يؤدى فيها عملك. وإذا كنت ترغب بالاحتفاظ بملكية عملك أو نقل الملكية للعميل متى ما دفع فعليك أن تتجنب أوضاع العمل للأجر.
اترك تعليقاً