دراسة قانونية مميزة حول أنواع الشخصية و كيفية التعامل معها
أ / ابراهيم العناني
تعريف الشخصية
تعدد المعرفون للفظ ( الشخصية ) حتى وصلوا إلى 50 تعريفاً ، وأقربها التعريف الآتي :
(هي مجموع الخصال والطباع المتنوعة الموجودة في كيان الشخص باستمرار ، والتي تميزه عن غيره وتنعكس على تفاعله مع البيئة من حوله بما فيها من أشخاص ومواقف ، سواء في فهمه وإدراكه أم في مشاعره وسلوكه وتصرفاته ومظهره الخارجي ، ويضاف إلى ذلك القيم و الميول والرغبات والمواهب والأفكار والتصورات الشخصية).
فالشخصية إذاً لا تقتصر على المظهر الخارجي للفرد ولا على الصفات النفسية الداخلية أو التصرفات والسلوكيات المتنوعة التي يقوم بها وإنما هي نظام متكامل من هذه الأمور مجتمعة مع بعضها ويؤثر بعضها في بعض مما يعطي طابعاً محدداً للكيان المعنوي للشخص.
ثانياً: أهم العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية
هذه بعض العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية و التي ينبغي الإلتفات إليها ومراعاتها لما لها من دور في معرفة شخصية الفرد وفهم صفاتها وتقويمها وكيفية التعامل معها :
1. الوراثة: فلها دور في إكساب الشخص بعض الصفات التي تؤثر في تكوين الشخصية ( العجلة ، البرود ، الكرم ، الجدية ، الدعابة ، ..)
2. الخلقة: فقد أوضحت الدراسات الطبية أن في الدماغ العديد من المراكز الحيوية التي تحكم وتدير العديد من العمليات العقلية والنفسية (التفكير،المشاعر،الإدراك،السلوك..) مما له أثر كبير في تكوين الشخصية.
3. الأسرة وأساليب التنشئة: للأسرة دور كبير في النمو النفسي في المراحل المبكرة في حياة الإنسان لأنها البيئة الأولى التي ترعى البذرة الإنسانية بعد الولادة ومنها يكتسب الطفل الكثير من الخبرات والمعلومات والسلوكيات والمهارات والقدرات التي تؤثر في نموه النفسي إيجاباً أو سلبا حسب نوعيتها وكميتها , وهي التي تشكل عجينة أخلاقه في مراحلها الأولى .
والاستقرار الأسري له دور كبير في ذلك فكلما كانت الأسرة أكثر استقراراً صار الفرد فيها أكثر أمناً وطمأنينة وثقة في نفسه… والعكس بالعكس.
وموقع الفرد في الأسرة له أهميته المؤثرة في تكوين الشخصية (الولد الأكبر- الولد الأصغر- الابن الوحيد بين البنات) . وكذلك أسلوب تربية الوالدين لها أثر كبير على شخصية الابن (دلال زائد – شدة زائدة – …)
4. المؤثرات الثقافية و الاجتماعية: مثل:(المعلومات–العادات–الأعراف–التقاليد–القيم–المعتقدات ..).
ويجدر التنبيه إلى أن المنهج التربوي الإسلامي يغير في صفات وسمات الأفراد تغييراً جذرياً وإن كانوا كباراً ، عبر الحركة والفعل فتحول بعضهم من الشدة إلى اللين ، ومن السطحية إلى العمق ، ومن الفردية إلى الجماعية ، ومن الضعف إلى القوة ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن العجلة إلى التأني ، إضافة إلى أن المنهج الإسلامي في التربية يراعي الاستعدادات الأصلية ، والفروق الفردية.
ثالثاً: علامات اعتلال الشخصية
هناك عدد من العلامات العامة والخاصة الدالة على اعتلال الشخصية،فالعامة تدل على وجود علة ما في الشخصية والخاصة تحدد بمجموعها نوع اضطراب الشخصية (مرتابة-اعتمادية-انطوائية).
– العلامات العامة:
1. إشكالات كثيرة ومتكررة في التعامل مع الآخرين والتفاهم معهم (كالوالدين والأولاد والإخوة و الأخوات والأقارب والجيران وزملاء المدرسة أو العمل …).
2. صعوبات متكررة في التكيف مع الضغوط النفسية وضعف القدرة على مواجهة الأزمات والمشكلات (في البيت أو المدرسة أو العمل …).
3. خلل بارز في ضبط المزاج والعواطف أو في كميتها أو كيفيتها (برود في العواطف ، سرعة جيشان العاطفة، تقلب مفاجئ في المزاج …).
4. أخطاء بارزة ومستمرة في طريق الفهم والتفكير والاستدلال والاستنتاج و التصورات الذهنية ، ليست بسبب تخلف عقلي أو مرض عقلي طارئ (كالفصام العقلي ونحوه).
5. خلل بارز في التصرفات والسلوك في النوع أو الكم (تصرفات غير لائقة اجتماعياً أو دينياً ، اندفاع في التصرف دون تفكير مسبق ، إحجام شديد …).
6. الإفراط في استعمال الحيل النفسية واللجوء إليها كثيراً والاعتماد عليها في مواجهة المشكلات.
وليس بالضرورة أن توجد العلامات العامة كلها مجتمعة في شخص واحد بل قد لا يوجد فيه سوى نصفها مما هو بارز ظاهر في شخصية الفرد وكفيل بإدخاله دائرة الاعتلال النفسي في كيان الشخصية.
– العلامات الخاصة:
لكل نوع من اضطرابات الشخصية ما يميزه ويحدده من العلامات الخاصة ، فمثلاً :
الشخصية سيئة الظن يغلب عليها الشك في الآخرين والريبة الزائدة والحذر من الناس .
الشخصية المخادعة يغلب عليها النفاق الاجتماعي و المراوغة وضعف الضمير .
الشخصية الاعتمادية يغلب علها الركون إلى غيرها والاستناد إلى الدعم الخارجي والقلق عند فقده .
الشخصية التجنبية يغلب عليها خشية انتقادات الآخرين وتفاديها وتحاشي الاختلاط بالآخرين لأجل ذلك .
وغير ذلك من العلل والعلامات مما سيأتي لاحقاً –بإذن الله- .
رابعاً: ما هي الشخصية السوية (التي ينبغي أن نكون عليها).
يندر أن يوجد على الأرض حاضراً أو مستقبلاً شخص سوي تام السواء في صفاته وطباعه كلها ، كما قيل:
من لك بالمهذب الندب الذي لا يجد العيب إليه مختطى
وروي عن سعيد بن مسيب قوله : ( ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا وفيه عيب ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه ، فمن كان فضله أكثر من نقصه وهب نقصه لفضله).
وإليك أخي المبارك بعض المعايير والضوابط التي تبين صفات الشخصية السوية :
1. التوازن في تلبية المطالب بين الجسد والروح :
وهي تعني أن الإنسان السوي هو الذي يلبي نداءات الروح والجسد على حد سواء وأن الشذوذ والانحراف يمكن أن يوجد عند إشباع الروح على حساب الجسد أو العكس.
2. الفطرية :
وتعني انسجام السلوك مع السنن الفطرية التي فطر الله الناس عليها ، فالسلوك كلما تطابق مع الفطرة أو أقترب منها كان سوياً وكلما ابتعد عنها كان شاذاً ، ومن ذلك إيمان الإنسان بوحدانية الله وهو أمر فطري ، والشرك هو الشذوذ قال تعالى ( فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله).
3. الوسطية:
وهي خيرية السلوك وفضيلته ، أو هي توازن في أداء السلوك ذاته بين الإفراط والتفريط ، فالإنفاق يكون بين الإسراف والتقتير ، والعلاقة بالله تكون بين الخوف والرجاء ، والاتجاه إلى أحد الطرفين يعد شذوذاً ، قال تعالى: ( والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما ).
4. الاجتماعية:
وهي وجود الإنسان في وسط اجتماعي ، وتجاوبه السلوكي مع هذا الوسط ، وقدرته على إقامت العلاقة الإنسانية مع الآخرين . ولهذه السمة ارتباط وثيق بالسمة الثانية فالإنسان اجتماعي بفطرته والاتجاه إلى الفردية أو العزلة بدون سبب ملجئ يعد شذوذاً.
5. المصداقية:
وهي الصدق مع الذات ومع الناس ، وتطابق ظاهر الإنسان مع باطنه ، وكلما اختلف ظاهر الإنسان عن باطنه كلما كان شاذاً وازدوجت شخصيته ، وهو النفاق وقد عده القران مرضاً قال تعالى ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين . يخادعون الله و الذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون).
6. الإنتاجية:
وهي اتجاه الإنسان إلى العمل وتحمل المسؤولية بحدود قدراته ، فالعمل أو الإنجاز يعد ركناً مهماً في سواء الإنسان وصحته النفسية ، بينما تؤدي البطالة والسلبية إلى الانحراف أو الشذوذ.
خامساً: رسم يبين موقع الشخصية السوية والشخصيات المعتلة:
• يوضح الشكل السابق أن الأصل في الشخصية السوية هي الوسط فإذا زادت الصفة عن حدها أو نقصت أصبح الإنسان معلول الشخصية ، فالإنسان يجب أن يكون فطناً في تعامله مع الناس بدون إساءة ظن أو توجس (الشخصية السوية)، فإذا أصبح يشك في الآخرين ويتوجس منهم بدون سبب واضح كان مريضاً (الشخصية المرتابة) ، وإذا كان يثق في جميع الناس ثقةً عمياء فهو كذلك مريض (الشخصية الساذجة) وهكذا في جميع الصفات
أنواع الشخصيات
أولاً: الشخصية المرتابة
– من أسمائها :
الشكاكة أو سيئة الظن.
– المراد بها :
من الناس من فيه علة في شخصيته مدارها حول الإفراط و المبالغة في إساءة الظن والشك في الآخرين و اليقظة والحذر منهم وهؤلاء في درجات متفاوتة من حيث شدة العلة فيهم ؛فقد تكون في بعضهم علة خفيفة (سوء ظن يسير) وفي آخرين علة شديدة تكفي لتشخيصهم بأن لديهم اضطراباً في الشخصية وهو اضطراب الشك والريبة.
– أمثلتها:
1. علي شخص معروف بين زملائه بالمجادلة والمراء والعناد فهو لا يعترف بأخطائه وقلما يحترم الطرف المقابل ، كان ذاهباً ذات مرة مع بعض أصدقائه في رحلة برية وبينما هم في السيارة يستمعون بإنشاد أحد الشعراء الشعبيين في شريط كاسيت إذ قال الشاعر :
المجادل لا تطاوله الجدال يتعبك لو كان ما عنده دليل
لو تحاول تقنعونه بأي حال مستحيل يستمع لك مستحيل
فقال ناصر : ((هذا أنت يا علي)) أي : (قول الشاعر ينطبق عليك) فثارت ثائرة علي وغضب غضباً شديداً وأخذ يقذف سباً وشتماً شمل به ناصر وصاحب السيارة والذي اقترح الرحلة والشاعر الذي قال تلك الأبيات وقال للجميع: (أنتم عاملينها علي مؤامرة هالرحلة علشان أسمع هالأبيات لكن والله …..)
2. سامي شاب مراهق يملك سيارة فارهة يحب أن ينافس بها أقرانه ويشعر بالتفوق عليهم وإذا شاهد أحد زملائه في سيارة أفضل من سيارته أخذ يغتابه ويتهمه بأنه ما قصد من شرائه تلك السيارة إلا أن يهينه ويأخذ منه الأصدقاء.
– صفاتها:
1. تغليب سوء الظن في معظم الأوقات ومع معظم الأشخاص في أقوالهم وأفعالهم دون أن يكون لذلك ما يدعمه من الواقع وإنما بسبب علة في الشخص نفسه وقد يزيد سوء الظن إذا كان هناك ما يثيره ولو بدرجة يسيرة.
2. المبالغة في الحذر والترقب والتوجس والحيطة من الناس مع عدم الثقة فيهم وتوقع الإهانة منهم أو الغدر أو الخيانة أو الأذى أو نحو ذلك.
3. حساس جداً فلو أخطأت عليه بدون عمد قد يتضارب معك!
4. المبالغة في التأثر بانتقادات الآخرين وتضخيمها وتحميلها مالا تحتمل من المعاني السيئة مع المسارعة في الرد عليها والدفاع عن النفس قولاً أو فعلاً وإن لم يستطع الدفاع كتم الحقد في نفسه ولا يحاول تناسيه وإنما يحتفظ به إلى الظرف المناسب (مهما كان الانتقاد يسيراً أو تافهاً).
5. إسقاط أخطائه وهفواته على غيره.
6. الإكثار من المراء و الجدال والخصومة والتحدي والعناد مع الاعتداد بالرأي مما يجعل التفاهم معه أو أقناعة في بعض الأمور أمر صعب ولاسيما إذا كان أمام الآخرين وكما يقال : ( رأسه ناشف )
7. المبالغة في تصور العداء والتنافس والتحدي وكأنه يرى العالم غابة يأكل القوي فيها الضعيف
8. السعي إلى الزعامة والسيادة والسيطرة والقيادة والتمكن من تدبير الأمور مع الأنفة والاستنكاف أن يكون مرؤوساً لأنداده وأقرانه .
9. السعي إلى إثبات ذاته ووجوده أمام الآخرين .
10. عدم الاعتراف بالجهل أو أي نقص فيه .
11. المبالغة في التعرف على ما في نفوس الآخرين وما قد يخفونه عنه من الأمور المهمة وقد يتطفل على خصوصياتهم ويتجسس عليهم أو يحتال عليهم ليعرف ما عندهم وفي المقابل يميل هو إلى السرية والتكتم بدرجة مبالغ فيها ويتوهم أن المعلومات التي يخفيها قد تستخدم ضده يوما ًما .
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
12. الحرص على جمع الإدانات من أقوال وأفعال التي تنفعه ضد خصومه وقد يحتفظ بها مده طويلة ويبالغ في الاستناد إليها و الاستشهاد بها وتكثيرها .
13. الحرص على معرفة الأنظمة والقرارات وكل ما يمكن أن يخدم أهدافه في خصوماته ليدافع عن نفسه أو ليهاجم غيره .
14. المبالغة في الصرامة والشدة مع ضعف مشاعر الحنان والمودة والرحمة وتغليب العقل عن العاطفة في معظم الأمور .
15. نادراً ما يميل إلى المزاح أو يرضى به في حقه وغالبا ما يبحث فيه عن معنى خفي قد يكون الممازح أراد به إهانته، كما أنه هو إذا مازح فإنه يستثمر المزاح في إهانته وانتقاد غيره ومماراتهم ونحو ذلك، كما يقال : ( مزح برزح ) .
16. القدرة على الإصغاء والتركيز مع البحث عن معنى خفي في نفس المتحدث والمبالغة في تصور التآمر ضده والتحامل عليه .
17. التركيز على أخطاء الآخرين وعيوبهم وهفواتهم ونقصهم واستخدام ذلك في المواجهة معهم مع التغاضي عن حسناتهم .
18. شديد الغيرة جداً و يحب المنافسة كثيراً.
كيف تعامل من طبعه سوء الظن والريبة :
هذه بعض الأفكار المقترحة والتي ليس بالضرورة أن تكون مجدية في كل الأحوال ومع كل الأشخاص لذوي الشخصية المرتابة :
1. يجب الحذر في التعامل معه فهو يقرأ ما بين السطور و يفسره على أنه تهديد لذا يجب أن يتم وزن كل كلمة في التعامل معه و أن تكون الكلمات مختصرة قدر الإمكان.
2. الصراحة والوضوح معه في الأقوال والأفعال لئلا تثير الريبة في نفسه .
3. عدم المبالغة في الصراحة معه أو الاعتذار منه إذا بدر منك تجاهه تقصير فإنه قد يفسر تصرفك تفسيراً غير الذي قصدت أنت .
4. تجنب مجادلته ومماراته وانتقاده ولاسيما أمام الناس وبين له ما تراه صواباً بأسلوب لطيف دون تعنيف أو ألزام بتغيير قناعاته فليس هيناً عليه أن يفعل ذلك .
5. إن احتجت إلى محاورته فستعد لذلك بالأدلة المقنعة والحجج القوية والحوار الهادئ مع الحذر من إسقاطاته .
6. لا تدعه يسقط عليك أخطائه وتقصيرة وهفواته ولا تواجه بعنف فينفجر إلا إذا كان لك عليه سلطان وتستطيع أنت أن تسيطر على الموقف ولديك ما يكفي من البراهين والشهود .
7. أعطه ما يستحقه من الاحترام والتقدير إن كان أهلاً ولا تحتقره إن لم يكن أهلاً للاحترام .
8. إذا رأيت أن المواجهة الكلامية لن تجدي معه فستعمل أسلوب المكاتبة .
من مجالات نجاح الشخصية المرتابة :
أي مجال يتطلب الحذر واليقظة والحزم وضبط النظام خصوصاً في مجال الإدارة المدنية إن كانت أو عسكريه .
ثانياً: الشخصية الساذجة
مثالها:
كان محمود في مكة لأداء فريضة الحج وبيده حقيبة أنيقة فيها بطاقة الأحوال، وبطاقة الصراف ومبلغ من المال وعدة أوراق مهمة وأراد تناول وجبة طعام من أحد الباعة ففتح حقيبته أمام أعين الناس وأخذ منها بعض الأوراق النقدية ثم أغلقها وتركها على مقعدة وتوجه نحو البائع فاشترى الوجبة وجلس يتناولها ثم عاد إلى مقعدة فلم يجد حقيبته وأخذ يسأل من حوله والكل يستنكر عليه هذه السذاجة .
أبرز صفات الشخصية الساذجة :
1. الثقة الزائدة بالناس دون تأمل مدى أمانتهم أو التمييز بين من يستحق الثقة ومن لا يستحقها فهو يتصور أن أكثر الناس أمناء وصادقون في أقوالهم وأفعالهم ولا يتوقع السوء من أحد ولا يدرك أن من الناس مخادعين محتالين ماكرين .
2. الغفلة عما يدور حوله من أمور تهمه وتنفعه في مصالحه وأهدافه .
3. التبعية للآخرين فكراً وسلوكاً ومسايرتهم طواعية باطناً وظاهراً والانقياد لهم .
4. التسامح والعفو الزائد حتى مع من لا يستحق ذلك وهذا العفو ليس بدافع ديني أو دافع خلقي وإنما هو جبلة في الطبع
5. سهولة التأثر بآراء الآخرين والاقتناع بها دون تمحيص مع التنازل عن رأييه ولو كان صواباً .
6. تقبل انتقادات الآخرين له وإن كانت خاطئة وفي غير محلها .
7. المبالغة في الصراحة والإفصاح عما في النفس والمبادرة في ذلك حتى في بعض أموره الخاصة .
أسباب السذاجة :
قد يكون للخلقة و تركيب الدماغ دور في ذلك، إضافة إلى العوامل التربوية؛ فإن البيئة الآمنة والتي تخلو من التنافس بين الناشئة ويتوفر فيها للصغير مراده ورغباته مع حماية زائدة ودلال تضعف الخبرات الاجتماعية ومعرفة طباع الناس ومن ثم تولد أو تنمي السذاجة فكراً و سلوكاً .
كيفية علاج صاحب الشخصية الساذجة ؟
1. تبصيره بأن السذاجة تختلف عن حسن الظن ، وأنها ليست محمودة.
2. تبصيره بما سيترتب عليها من مشكلات ومضاعفات متنوعة.
3. تطوير الثقة في نفسه والمهارات الاجتماعية المتنوعة.
4. تعريفه على طباع الناس وصفات شخصياتهم ليستطيع أن يميز بينهم.
من مجالات نجاح الشخصية الساذجة :
تلك المجالات التي فيها إيثار وتضحية وتعاون اجتماعي .( الكرم , النجدة , الإيثار …) لأن الساذج ميال إلى خدمة الآخرين دون تمييز بين من يستحق ذلك ومن لا يستحق وقد يكسبه ذلك وجاهه اجتماعية .
ثالثاً: الشخصية القاسية
_ المراد بها:
تسمى الغليظة وهي ضد الرأفة في الأخلاق والأفعال والأجسام فهي تحمل معنى الخشونة والشدة والصلابة والقسوة والمراد هنا الغلظة في المشاعر والتصرفات وهي عكس الرأفة .
أمثلتها :
1. استقدم عماله كثيرة من عدة بلدان بنجلادش و سيرلنكا و الهند … وأخذ يسومهم سوء العمل، دون أجرة ودون احترام، وكلما اعترض عليه أحد منهم هدده بأنه سوف ينتقم منه بطريقته الخاصة، فبعضهم يبلغ الجهات الرسمية عنه أنه هرب ويسلم جوازه للجهات الأمنية وبعضهم يتهمه بالسرقة ويرفع عليه دعوى كيدية ويأتي لها بشهود…
2.مدرس في مدرسة حكومية يتعدى الصلاحيات المخولة له نظاماً فيتفنن في القسوة والغلظة ويستمتع بإهانة الطلاب قولاً وفعلاً ويتستر بالصلاحيات المخولة له ويسيء إلى مهنته.
-صفات الشخصية القاسية:
1.غلبة قسوة القلب واستعمال الغلظة الشديدة في التعامل في غير موضعها حتى مع من ينبغي معهم الرأفة والعطف كالوالدين و الزوجة و الأولاد.
2.غياب مشاعر التعاطف والحنان والرحمة والمودة فقاموس مشاعة يكاد يخلو من هذه المعاني.
3.الاستمتاع بممارسة القسوة والشدة مع الآخرين فهو يتلذذ بتحقير غيره وإهانتهم و السخرية بهم وإيلامهم والتلاعب بمشاعرهم وإيذائهم .
4. الميل إلى استخدام التهديد والعنف والعدوان في الخصومات .
5. الصرامة والشدة في العقوبات بما يفوق الذنب أو بدون أدنا ذنب .
6. إكراه الآخرين على خدمة مصالحه و التذلل له والخضوع لرغباته وآرائه .
7. الولع بالخصومات والمراء والعناد والتحدي .
8. شدة الثأر لنفسه والانتقام من غيره .
9. الميل إلى الكذب وتوظيفه في إدخال الرعب على الآخرين وتخويفهم من سطوته وقوته .
-كيفية علاج الشخصية القاسية:
ذكر الشيخ سلمان العودة سبع طرق لعلاج الشخصية القاسية وهي :
1- التدريب على الحوار وآلياته وطرائقه وتقنياته.
2- بناء مؤسسات المجتمع المدني، وإشراك الناس في تحمل مسؤولياتهم، والتفكير في حاضرهم و مستقبلهم ، والدأب على روح العمل الجماعي ، والعمل على إشاعة ثقافة الفريق ، وليس العمل الفردي المعزول .
3- العدل، و نشر لوائه بين الناس، ولتسقط الشفاعات والوساطات الجائرة التي تحرم الناس حقوقَهم؛ لتحوزها إلى الأقارب أو الأصدقاء أو من يدفعون أكثر.
إن القسوة تتجلى في مجتمع لا يأخذ الضعيف فيه حقه من أي كان، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم: “لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ” {رواه ابن ماجه بسند صحيح}
4- الترويح النفسي المعتدل، فإن النفوس إذا كلّت عميت كما يروى عن علي -رضي الله عنه-، وأن يكون للفرد أو المجموعة أوقات وأماكن يستمتعون فيها بتسلية مباحة تزيل عن النفوس همومها وغمومها وتعيد توهجها وإشراقها، فذلك ينفي عنها شرّة الانفعال ويصنع لها التوازن والهدوء الضروري ويجدد الأنسجة والخلايا بعد تلفها أو عنائها ويبعث فيها الهمة والنشاط. .
5- إشاعة الكلمة الطيبة الهادفة والخلق الكريم والابتسامة والنظرة الحانية، وللقدوة دور كبير في ذلك، ولتكن أنت بالذات -قارئ هذه الأحرف- أحد النماذج والقدوات التي تتطوع لتقديم هذا العمل السهل الممتنع مهما يكن رد الأطراف الأخرى، إنها صدقة تملكها وإن كنت صفراً من أرصدة المال،عوّد نفسك أن تبتسم ملء شدقيك، وبصدق وصفاء لمن تلقاه من إخوانك، محاولاً أن تكون الابتسامة تعبيراً عن شعورك القلبي، وليست ابتسامة صفراء .
6- نشر ثقافة التسامح والعفو والصفح (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا )، (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، وهذا هو مظهر القوة الحقيقة، والسيطرة على المشاعر والانفعالات العدوانية، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: “لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ” [متفق عليه]. لم لا أجرّب العفو عمن ظلمني، ولو بعد ما تسكن حرارة الغضب وأن أسامحه حيث يعلم الناس أو لا يعلمون، ومهما تكن دوافعه لهذا الظلم؟!
7- الخطاب الديني، فإنه مسئول بصفة أساسية عن إشاعة الرحمة بين الناس، في الخطب والدروس والمحاضرات والكتابات؛ بل والممارسات كافة، وقد كان عبد الله بن المبارك يقول: مَا يُصلحُ المِلْحَ إذا المِلحُ فسدْ!
– كيفية التعامل مع الشخصية القاسية:
-أعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك معه.
– حاول أن تصغي إليه جيداً.
– تأكد من أنك على استعداد تام للتعامل معه.
– لا تحاول إثارته بل جادله بالتي هي أحسن .
– حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره أثناء الحديث.
– كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك.
– أفهمه أن الإنسان يحترم على قدر احترامه للآخرين.
– ردد على مسامعه الآيات و الأحاديث المناسبة.
– استعمل معه أسلوب : نعم …… و لكن.
رابعاً: الشخصية العطوفة
– وتسمى:
الرؤوفة ،والرأفة هي الرحمة والعطف وما يصاحب ذلك من تلطف ورفق.
– أمثلتها:
1. أحمد مدرس ناجح في إيصال المعلومات إلى طلابه لكنه عاجز عن ضبط تصرفاتهم في الفصل فلا يجد في نفسه الميل إلى استخدام أي أسلوب من أساليب الترهيب مع الطلبة ولذا فقد استغلة بعض الطلبة فصاروا يؤذونه وقت الدرس ويشغلونه بأمور تافهة كي لا يثقل عليهم بالموضوعات والواجبات ومع ذلك فهو مستمر في الرأفة بهم حتى أضر بباقي الطلبة وحرمهم من إكمال المقرر في وقته .
2. كان خارجاً من المسجد متوجهاً لسيارته الفخمة وإذا بأحد المتسولين يفاجئه وقد كان يرقب صاحب هذه السيارة الذي يبدو أنه غني جداً فبدأ المتسول يسرد له القصص المفجعة التي تعرضت لها أسرته والفقر المدقع الذي هم فيه حتى أبكى صاحب السيارة فأخرج من محفظته ألف ريال وأعطاه وإذا بإمام المسجد وهو خارج من المسجد يشاهد المنظر فالتفت على صاحب السيارة وأخبره أن هذا المتسول محتال معروف بكذبه.
– أبرز صفات الشخصية العطوفة:
1. غلبة مشاعر الرأفة والعطف ورقة القلب مع الناس عموماً من يستحق ومن لا يستحق وفي غير موضعها.
2. عدم القدرة على إبداء الغلظة والشدة مع الآخرين وعلى استعمال أساليب الترهيب المناسبة حتى مع أولاده أو زوجته أو طلابه أو موظفيه أو غيرهم ممن قد يحتاج معهم بعض الحزم والشدة في التعامل.
3. الاستمتاع بالرأفة بالآخرين وإسعادهم والاطمئنان إليها وكره الغلظة دائماً.
4. الميل إلى استعمال أساليب الترغيب والمبالغة فيها حتى في بعض المواضع التي لا يجدي فيها سوى الترهيب.
5. الضعف واللين والتسامح المبالغ فيه حتى مع من لا يستحقه .
6. الابتعاد عن الخصومات والمجادلات وإيقاع العقوبات حتى مع من ظلمة وقد يتنازل عن حقوقه المشروعة رأفة بخصمه أو خوفاً منه وإن كان خصمه مستوجباً للعقوبة ولا يجدي معه سواها.
– مجالات نجاح الشخصية العطوفة:
تلك المجالات التي يبرز فيها دور الرأفة و الشفقة كإغاثة الملهوفين وإعانة الفقراء والمساكين ونحو ذلك.
خامساً : الشخصية المستسلمة
– المراد بها:
الإذعان الزائد عن حده .
– أمثلتها :
1. كان زياد على موعد مع والدته ليأخذها إلى المستشفى قبل نهاية الدوام وبينما هو في الطريق قبل الوصول
إلى والدته إذ استوقفه صديقه منصور وأخذ يسأله عن بعض الأمور التي ليست مستعجلة واستمر الحديث بينهما ومنصور مسرور بينما زياد في ضجر وملل ويريد إنهاء الحديث ليصل إلى أمه فيأخذها إلى المستشفى ولكنه يجامل صديقه ولا يجرأ أن يعتذر منه .
2. زار عبد الرحمن بعض أصدقائه السابقين في استراحة لهم بعد صلاة المغرب وجلس معهم فإذا هم منهمكون في لعب البلوت منذ ساعتين ثم سمعوا أذان العشاء جميعاً ثم الإقامة ثم قرأ الإمام وهم مستمرون في لعبهم وعبد الرحمن يريد أن يقوم للصلاة ولكنه محرج من زملائه ولا يجرؤ على التعبير عما يريد.
– أبرز صفات الشخصية المستسلمة:
1. الميل إلى موافقة الآخرين ومسايرتهم في أغلب الأحوال ومجاملتهم والنزول عند رغباتهم ولو على حساب الشخص فهو لا يجرؤ أن يقول : لا أو لا أريد أو نحو ذلك ،و لذا فإنه يكثر من قول : نعم ،صح ، حاضر أبشر ، سم لمن يستحق ذلك ومن لا يستحق.
2. ضعف القدرة على إبداء الرأي الشخصي ووجهات النظر ولاسيما إذا كانت مخالفة لمعظم آراء الآخرين.
3. ضعف القدرة على إظهار المشاعر الداخلية ( رضا ، استياء ، حب ، كره ..) وحبسها في أعماق النفس.
4. الحرص الزائد على مشاعر الآخرين وخشية إزعاجهم (جرح مشاعرهم).
5. ضعف الحزم في اتخاذ القرارات .
6. التواضع في غير موضعه ولغير أهله (الذلة).
7. ضعف التواصل البصري بشكل ملحوظ جداً (يتجنب التقاء العيون دائماً أو غالباً ) مع ضعف الصوت وحتى وإن كان الحق له ومعه البرهان والشهود .
– أسباب الاستسلام:
توجد عدة أسباب للخجل وهي مزيج من الضغوط النفسية الداخلية المرتبطة بالأجواء الجماعية التي يواجهها الشخص الخجول ومن ذلك الأسرة / صرامة الوالدين وشدتهما وكثرة انتقادهما.
– مجالات نجاح الشخصية المستسلمة :
أي مجال يتطلب البذل مادياً أو معنوياً والتضحية والإيثار وخدمة الآخرين سواء كان ذلك في مجالات اجتماعية أو دينية أو غير ذلك فإن الشخص المذعن المستسلم تنساق نفسه في هذه المجالات بيسر وسهولة وقد يجد ممن حوله ثناءً وتمجيداً واستحساناً يزيده مضياً في هذا الطريق.
سادساً: الشخصية العدوانية
المراد بها:
التسلط المشوب بالغلظة
أمثلتها:
1. كانت إشارة المرور خضراء وأحمد يسير بسيارته نحوها مسرعاً ليدركها وكان أمامه سيارة أجرة تسير على مهل ثم لما أضاءت إشارة الحذر ( الصفراء ) توقفت سيارة الأجرة ولو يتمكن أحمد من تلافي الاصطدام بها ، فنزل أحمد فاتلاً عضلاته وهو ممتلئ غضباً وغيضاً فتوجه نحو قائد سيارة الأجرة المذهول وجذبه من مقعده وبصق في وجهه وصفعه وقال له: (ليش توقف قبل ما تصير الإشارة حمراء يا ….).
2. اشترى مزرعة كبيرة مترامية الأطراف وليس لها أسوار توضح معالمها وتحميها فبادر ببناء سور خرساني طويل رفيع واعتدى على الأرضيين من حوله فامتد 5 أمتار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فزادت مساحة مزرعته 5000متر مربع ولما جاءه أصحاب تلك الأرضيين يجادلونه في عدوانه على حقوقهم غضب وانفعل وسب وشتم وكاد أن يلجأ إلى السلاح.
– صفات الشخصية العدوانية:
1. التسلط على الآخرين وعدم مراعاة حقوقهم فضلاً عن مشاعرهم.
2. الجرأة الزائدة عن حدها في إبداء الرأي ووجهات النظر إلى حد إلزام الآخرين بها في بعض المواقف .
3. المبالغة في إظهار مشاعر الاستياء والغضب والكره وعدم مراعاة مشاعر الآخرين في ذلك.
4. الجرأة الزائدة في اتخاذ القرارات وتنفيذها (وبتهور أحياناً) وقد تكون قرارات حاسمة ومهمة ولا تقتصر تبعاتها عليه بل تمتد إلى غيره ( أولاده ،زوجته، طلابه، أصدقائه…).
5. الإفراط في الاعتداد بالنفس (بالرأي والقدرات) وتحدي الآخرين وعنادهم.
6. الحملقة في عيون الآخرين بقوة وقلة احترام وبنظرات تسلط تشعر الطرف المقابل وكأنه أمام عدو
كرات عينك في العدا تغنيك عن سل السيوف
7. قوة في الصوت مع ارتفاع في نبراته وتسلط في عباراته ( أوامر ملزمة أو نواه صارمة).
– كيفية التعامل مع الشخصية العدوانية:
– أصغ إليه جيداً لكي تمتص انفعاله و غضبه.
– حافظ على هدوئك معه دائماً و لا تنفعل أمامه.
– لا تأخذ كلامه على أنه يمس شخصيتك.
– تمسك بوجهة نظرك و دافع عنها بقوة الحجة و البرهان.
– أعده إلى نقاط الموضوع المتفق عليها.
– استخدم معه المنطق و ابتعد عن العاطفة.
– ابتسم و حافظ على جو المرح.
– استعمل أسلوب : نعم …… ولكن.
– مجالات نجاح الشخصية العدوانية:
تلك المجالات التي تتطلب الجرأة والقوة في تحصيل المصالح الشخصية أو الجماعية ( في الإدارة والمهام الإدارية/ في المعاملات التجارية /في المجالات العسكرية..).
سابعاً: الشخصية الانطوائيه
– وتسمى :
المنطوية و المعتزلة.
– أمثلتها:
1. طالب جامعي متفوق جداً في دراسته منغلق على نفسه ، ليس له أي علاقات اجتماعية حتى أيام الإجازات، لا يخالط أهله إلا نادراً ويقضي معظم وقته مع دروسه وأوقات فراغه يمضيها مع شبكة الإنترنت.
2. في دائرة حكومية مليئة بالموظفين والمراجعين وتعج بالحركة والعمل والعلاقات الوظيفية يوجد بها موظف ليس له علاقة بالبشر من حوله ، يأتي إلى الدوام ويخرج بعد ساعات العمل الطويلة دون أن يشعر بوجوده أحد ،فهو منعزل لا بتفاعل مع من حوله إلا بالسلام البارد الخالي من مشاعر التعارف و التآلف حتى بعد العودة من الإجازات هذا الموظف لا يلقي بالاً لما يقال عنه من خير أو شر.
– أبرز صفات الشخصية المنطوية :
1. تفضيل العزلة والانفراد على الخلطة والاجتماع دائماً ، ويكون ذلك حتى في أوقات الفراغ (إجازة نهاية الأسبوع و الإجازة السنوية …) ويفضل الاستمتاع الفردي على الاستمتاع المشترك (في الجلسات والرحلات ..).
2. برودة المشاعر وانحسار العواطف (المحبة ، الشفقة ،العطف)حتى مع الأهل والأولاد وليس ذلك بسبب قسوة القلب وغلظة الضمير.
3. برود الانفعالات النفسية (الفرح ، السرور، الحزن ، الغضب ، العداء) وعدم المبالاة بالمواقف التي تثير المشاعر.
4. ضعف التأثر بالانتقادات والتوبيخ والتشجيع والمدح والثناء ، وليس ذلك لدافع خلقي أو ديني وإنما طبع وجبلة.
5. ضعف التأثر بالنصح والإرشاد والتوجيه ليس بسبب العناد والرفض والتحدي وإنما لبرود المشاعر وضعف تأثيرها على التفكير والسلوك.
6. ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية (لعدم توفرها أو ضعفها في قرارة نفسه ) وضعف الاشتياق إلى الأهل والأحباب حتى عند طول الفراق.
7. تفضيل المجالات التي يغلب عليها الانفراد في الدراسة والعمل.
8. ضعف في التواصل اللفظي (كلامه محدود ومختصر وبدون مشاعر) وغير اللفظي (نظراته وإشاراته باليدين والرأس ..).
9. ضعف التواصل مع المقربين (في اللقاءات والزيارات).
10. ضعف في المبادرة والتلقائية والتحرك الذاتي والتفاعل الاجتماعي وفي القيام بالمسئوليات.
11. الإغراق في أحلام اليقضة و الاسترسال فيها بدرجة كبيرة جداً (حتى في مرحلة ما بعد المراهقة) وعدم تحديد للأهداف المستقبلية.
– كيفية علاج الشخصية الانطوائية:
1ـ محاولة ذوبانها وانصهارها في الدوائر الاجتماعية.
2ـ عدم الإلحاح في دفعها للاختلاط إلا باقتناعها، لأن ذلك يسبب عقد نفسية له.
3ـ مساعدتها بروية لاكتساب مهارات تخرجها من عالمها الخاص.
4ـ محاولة توضيح إيجابياتها ودعم عوامل النجاح فيها.
5ـ اختيار الوظائف والأعمال والوسائل التي يلائمها لاستثمار جهودها .
6ـ محاولة استدراجها و إقناعها بحكمة ومرونة عن طريق من يعالجها من أصدقائها نحو الاختلاط والإيجابية الاجتماعية.
7- وعلى الأبوين والمربين الحذر من هذه الصفة عند تربية أبنائهم أو طلابهم منذ الطفولة حتى لا يحتاج إلى معالجتها.
مجالات نجاح الشخصية الانطوائية:
أما مستوى الذكاء والقدرات العقلية فهو يختلف ويتفاوت ،فمن هؤلاء أذكياء بارعون مبدعون ولاسيما في المجالات الفكرية البحتة، وعادة ًيختارون أعمالاً وهوايات منفردة فمثلاً يبدع في الحاسب الآلي و الإلكترونيات ونحو ذلك ،ومنهم من ذكائه متوسط أو دون ذلك.
ثامناً : الشخصية التجنبية
– المراد بها:
إن الشخص السوي نفسياً لديه قدر متوسط من القابلية للتأثر بانتقادات الآخرين والانزعاج منها ولديه حرص على كرامته ولا يمنعه ذلك من مخالطة الناس والتفاعل معهم وإن احتاج إلى اجتناب بعضهم (كالثقلاء والمغرورين والسفهاء ..) أما صاحب الشخصية التجنبية فهو مبالغ في اجتنابه للآخرين ولديه علة في شخصيته.
– أمثلتها:
1. محمد معلم في المرحلة الثانوية شديد الشعور بالحرج من أسئلة الطلاب وملحوظاتهم على طريقة تدريسه ، قليل الاختلاط بزملائه ،كثير الهرب من المسئوليات اللاصفية ،وإذا حضر الموجه حصته شعر بالارتباك الشديد وإذا أبدا الموجه بعض الملحوظات تأثر بشكل كبير لمدة طويلة.
2. أبو إبراهيم له مجموعة من الزملاء يجتمعون كل أسبوع في استراحة جميلة ، ويتبادلون الأحاديث والمزاح ، وكثيراً ما يسألون عنه ويلحون عليه بالحضور لكنه يعتذر منهم بأعذار تبدو متكلفة وإذا حضر معهم فنادراً ما يبدي رأيه في أي أمر وإن أشركوه في المزاح تضجر وقاطعهم فترة طويلة ، يبالغ في تصغير نفسه وتراجعه عن أمور هو قادر على أدائها بكفاءة لو أقدم عليها.
– أبرز صفات الشخصية التجنبية:
1. الانزعاج الشديد و الحساسية المفرطة من انتقادات الناس وملحوظاتهم والمبالغة في استقبالها وتفسيرها
2. التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تطلب تفاعلاً مع الآخرين .
3. نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي ومهارات إثبات الذات.
4. تجنب الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس خوفاً من الانتقادات وهرباً من الاحراجات المتوقعة (الارتباك ، الخجل ..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة (مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه يخالطهم.
5. التقوقع والانكفاء على الذات و الإحجام عن المبادرة وإظهار الإمكانات والقدرات .
6. المبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات.
كيفية علاج صاحب الشخصية التجنبية:
1 – المعالجة النفسية الهادفة للإستبصار على تلطيف حدة الخوف المرتبط بصراعات لا واعية.
2 – التدريب التعبيري والتدريب على المهارات الاجتماعية لزيادة ثقته بنفسه وهذا ما تسعى له أيضاً أساليب نزع الحساسية.
3 – قد تفيد أساليب المعالجة المعرفية في تقليص وإزالة التوقعات المرضية التي تنقص إلى حد كبير ثقة المريض بنفسه.
4 – المعالجة الجماعية.
تاسعاً : الشخصية جاذبة الأنظار
– وتسمى :
الشخصية الهستيرية
– المراد بها:
قد يحتاج الشخص السوي نفسياً أن يلفت أنظار من حوله إلى أمر مهم له أو لهم (كإنجاز قام به أو سلعة اشتراها أو نحو ذلك ) لكنه لا يبالغ في ذلك كماً ولا كيفاً ولا يكون هدفه مجرد لفت الأنظار و إنما يجعل ذلك وسيلة لما وراءه من غايات وأهداف نبيلة.
ومن الناس من لدية علة في هذا الجانب فيبالغ في لفت الأنظار وجذبها إليه ويجعل ذلك غاية في حد ذاتها ويسعى إليها بكل وسيلة يستطيعها .
– مثالها:
خالد شاب ناعم متغنج في مظهره وتصرفاته فشعره لا يختلف في طوله وقصته عن شعر أخته وكذلك عطره الخاص الذي يحتفظ به في سيارته عطر نسائي مشهور وهو يعلم ذلك ويعجب أن يتعطر بذلك العطر ويمر وسط السوق فيلفت الأنظار بشكله العصري ولاسيما أنه يقوم أحياناً ببعض الحكات غير الطبيعية وإصدار بعض الحركات الغربية ، وأما هاتفه النقال فلا يكف عن إصدار النغمات المتنوعة وخالد كل مرة يستقبل مكالمة جديدة ويرفع صوته في حواره ليسمع من حوله …
– أبرز صفات الشخصية جاذبة الأنظار:
1. الولع بجذب أنظار الناس ، والاستحواذ على انتباههم واهتمامهم باستمرار ولاستمتاع بذلك والانزعاج من ضده.
2. المبالغة في التعبير عن الانفعالات والمشاعر بتصرفات وعبارات قد لا تتلاءم مع الموقف وفيها سرعة استثارة وأحياناً يعجز عن التعبير عن المشاعر.
3. المبالغة في إظهار النشاط والحيوية ، مع الميل إلى كثرة التجديد و التنويع في الاهتمامات والمظاهر والممتلكات والعلاقات الشخصية (تباعاً لما يحقق جذب الأنظار) إضافة إلى كره الروتين والنمطية .
4. المبالغة في إقامة علاقات اجتماعية كثيرة ومتنوعة ولاسيما مع ذوي الجاه والمال والمنصب ، من أجل دخول دائرة الاهتمام الاجتماعي والتواجد تحت الأضواء الساطعة التي تجذب تحتها الأنظار ولذا تغلب على تلك العلاقات سرعة التقلب والتغلب والتحول تباعاً لمواقع الأضواء .
5. سطحية التفكير وضحالته وبعده عن الواقع مع السذاجة وسرعة الاستجابة .
6. ضعف الهمة والتحمل وسرعة الضجر مع قصر النظر وضعفه عن التطلع للمستقبل والاستعداد له و الإلتفات للماضي والإفادة من دروسه.
7. فقدان الصبر والمثابرة وعدم القدرة على تحمل تأخر النتائج ،وعند التعرض للضغوط النفسية والأزمات والإحباط يبرز استعطاف الآخرين وجذب الانتباه بصورة ملحوظة.
8. استطلاع مشاعر الآخرين واهتمامهم وما يثير إعجابهم والتعرف على ما ينفرهم ويسخطهم ورصد ذلك بدقة و الإستفادة من ذلك في جذب الأنظار وكسب اهتمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص ، فهو يتمشى مع ما يطلبه المشاهدون و المستمعون و لكن حسب طريقته هو وفهمه.
9. استخدام السلوك الإغرائي للجنس الآخر إذا ضعف الوازع الديني كالمبالغة في الزينة والتغنج في الحديث والتصرفات.
10. طلب السعادة من خلال إعجاب الآخرين والحصول على رضاهم ،ويرى الشخص نفسه أنه اجتماعي مرح محبوب يوافق الآخرين ويوافقونه ويسعدهم ويعجبون به.
11. التعامي عن عيوب النفس وقلة الاستبصار بها أو السعي في إصلاحها.
12. تبذير المال وتشتيت الجهود والطاقات لأجل كسب استحسان الناس.
13. الانشغال بالمظاهر الجوفاء البراقة والغفلة عن حقائق الأمور ومخابرها وجواهرها.
– مجالات نجاح الشخصية جاذبة الأنظار:
مما يميز أصحاب الشخصية الهستيرية بشكل واضح وملحوظ، هو القدرة على الهروب من مواقف معينة ، من خلال التحلل من شخصيتهم الأصلية واكتساب شخصيات أخرى تتلائم مع الظروف الجديدة كما يتطلب أحياناً من الممثل أن يعيش في شخصية البطل يومياً لمدة ساعات بإجادة تامة , فالشخصية الهستيرية لها قدرتها على تقمص الشخصية التمثيلية واندماجها مع الشخصية التي تقوم بالدور عنها ويتطلب ذلك انفصالها عن شخصيتها الأصيلة وهو ما تتميز به الشخصية الهستيرية كما يقول علماء النفس .
كما تصلح الشخصية الهستيرية للأعمال التي تحتاج لعلاقة مباشرة مع الناس مثل الخطابة واللقاءات والعلاقات العامة والتمثيل المسرحي ومذيعي الإذاعة وبعض المهن التي تحتاج إلى اللباقة في الحديث والإقناع مع الاستعراضية والمباهاة .
عاشراً : الشخصية المعجبة بذاتها
– وتسمى:
الشخصية النرجسية
– المراد بها :
لكل منا ذات وقدرات وطاقات يختلف فيها عن الآخرين وقد يكون فيه عيوب ونقص في بعض جوانب الشخصية تفرقة عن غيره .
ويتفاوت الناس في تصوراتهم لذواتهم وقدراتهم وما لديهم من طاقات وإمكانات فمنهم السوي الذي يعرف نفسه وقدرها فلا يرفعها فوق مكانتها ولا يبخسها حقها ويسعى في حياته إلى تحقيق طموحاته واستثمار طاقته بشكل معقول دون تضخيم لشأنه وبما لا يسبب له مشكلات في محيطه ومع زملائه وأقرانه ، ولا يتعارض مع القيم الدينية والاجتماعية فهو يتسم بالصراحة ، ولا يبالغ ، (وقد يتواضع ولا يذكر إمكاناته وإنجازاته)
ومن الناس من يهضم نفسه حقها وينزلها دون منزلتها ويتقوقع على نفسه رغم ما لديه من إمكانات وطاقات وقدرات.
وأما النرجسي فإنه من فئة ثالثة ، فئة تتسم بالإعجاب بالنفس وتضخم مفهوم الذات تضخماً لا يشفع له الاعتذار ولا يجدي معه التغاضي عنه . يرى أحدهم نفسه بعدسات تكبير مضاعفه ويرى الآخرين بعدسات تصغير مضاعفه ،يغلب عليه الإعجاب بالنفس والكبر والأنانية والكذب والرياء، كما قال المتنبي :
فدع عنك تشبيهي بما وكأنه فما أحد فوقي وما أحد مثلي
وقديماً قال فرعون :(أنا ربكم الأعلى) وقبله إبليس قال :(أنا خير منه) وغيرهم من المتكبرين المعجبين بذواتهم وممتلكاتهم كقارون وصاحب الجنتين.وبعض كفار قريش ممن غلب العجب والكبر على شخصياتهم.
– هل يدرك صاحب الشخصية المعجبة بذاتها علته؟
في الغالب لا يدرك النرجسي علته ولا يستبصر ما فيه من خلل !
– مثالها:
في اجتماع لأهل الحي أمتلك أبو ناصر صدر المجلس وبادر بالحديث عن رحلته في الصيف الماضي إلى أوروبا والأماكن التي زارها في باريس ولندن ثم تحدث عن انجازاته ومدح نفسه كثيرا وبالغ في طموحاته وأحلامه ، وكان خلال حديثه رافعاً هامته مسترسلاً في كلامه دون شعور بأدنى حرج أو حياء وعندما دخل أحد القادمين وكان موظفاً كبيرا في وزارة الصحة فسأله بعض الحاضرين عن بعض الأمور الصحية وعن طرق الوقاية منها فلما بدأ بالإجابة تدخل أبو ناصر واستلم زمام الحديث مرة أخرى وأخذ يغوص في الأمور الصحية وعرج على علاقاته بالمسئولين الكبار بوزارة الصحة و أنه استضاف بعضهم في مزرعته و…
– أبرز صفات الشخصية المعجبة بذاتها:
صفات هذه الشخصية كثيرة وملامحها متعددة وقد لا تجتمع في شخص واحد ، لأجل تفاوت هؤلاء في كثير من الأمور كالذكاء والقدرات العقلية والمهارات الاجتماعية والإمكانات المادية وغير ذلك.
ويكثر انتفاخ الذات عند الشباب خصوصاً في مرحلة المراهقة حيث لا تزال الشخصية تتبلور والثقة بالنفس تتأرجح بين دونية الطفولة وعلوية أحلام اليقضة وخيالاتها ..
ومن أبرز الصفات:
1. الإعجاب الزائد بالنفس (العجب).
2. يشعر بعظم شأنه وأهمية أمره وأنه فوق أقرانه وخير من كثير ممن حوله.
3. المبالغة في تلميع نفسه وإظهار ما عنده بأحسن صورة حتى في الملبس والمقتنيات .
4. يمدح نفسه بتكرار واستمتاع (مباشرة أو غير مباشرة) بمناسبة أو غير مناسبة.
5. يستمتع ويتلذذ بثناء الآخرين عليه ومدحهم له وترتفع بذلك معنوياته .
6. يكثر من لفت الأنظار إليه.
7. الادعاء و الافتراء بأن لديه من الممتلكات والقدرات والإنجازات شيئاً كبيرا ويحب أن يحمد بما لا يفعل.
8. يتصور ويوهم الآخرين بأنه يعرف كل ما يدور حوله من أمور ويفهم فيها حتى التفاصيل الدقيقة.
9. يبالغ في طموحاته وأفكاره وأحلامه ومشروعاته ويدعي لألمعية والعبقرية والذكاء ….
10. يتطلع إلى الألقاب الفخمة والمؤهلات والممتلكات والمناصب التي تجلب أنظار الناس إليه (رئيس …)
11. تجذبه الوظائف والأعمال واللجان ذات الوجاهة الاجتماعية.
12. يتبوأ صدر المجلس ويمسك بزمام الحديث ويكثر من التعقيب بعجب وتمركز حول الذات
إذا عصف الغرور برأس غر توهم أن منكبه جناح
13. مرتبط بالعجب ارتباطاً وثيقاً فهو كالطاووس مشغولاً بحاله مفتوناً بنفسه متغطرس على غيره.
14. شدة التأثر بالانتقادات مهما كانت يسيرة.
15. يكاد لا يعترف بخطأ فيه.
16. مصلحته أهم عنده من أي شيء.
17. يحسد الناس بدرجة كبيرة خصوصاً الأقران والمنافسين.
18. يتوهم أنه محسود ويبغضه الآخرون لتفوقه عليهم.
19. ينسب لنفسه إنجازات غيره وحسناتهم
20. يتصف بالمخادعة والمخاتلة والنفاق الاجتماعي والإنتهازيه ويستغل الناس للعمل لصالحه ويوهمهم أن هذا للمصلحة العامة أو لمصلحتهم.
– كيفية علاج الشخصية المعجبة بذاتها:
في الغالب لا يكف التوجيه والنصح في إصلاح هذا الخلل إن لم يكن في ذات النرجس شيء من الاستبصار بعلته (وهذا نادر جداً) مع قدر كبير من التدين العميق .
وقد يجدي الاحتواء والتهذيب لنفوس صغار النرجسيين (قبل اكتمال أنفتها واستقلاليتها) وإفساح المجال لقدراتهم وطاقاتهم بشيء من التشجيع والإصلاح النفسي.
ويبقى الدور الأول في التخفيف من انتشار النرجسية موكلاً إلى الوقاية التربوية الخلقية، بحيث يجتمع الثواب على الصواب ، مع العقاب على الخطأ بأسلوب حكيم ومتابعة تربوية واعية تهذب النفوس وتحفز الموهوبين بحكمة وعقل وتجنبهم انتفاخ الذات والاستعلاء.
– مجلات نجاح الشخصية المعجبة بذاتها:
من فوائد النرجسية أنها تحفز صاحبها للنجاح الشخصي وبطرق شتى منها :
1. الانتشار الإعلامي للشخص والهالة الإعلامية له سواء صنعها هو أم صنعت له.
2. الإنجازات المتنوعة والكثيرة (التعليم ،الشهادات،المناصب،الممتلكات).
3. التواصل مع العديد من الأشخاص المهمين وذوي الجاه والصيت.
4. الطموحات العالية والأفكار التجديديه (وهذا وإن كانت نابغة من رغبته في كسب الشهرة إلا إنها قد تخدم جهات أخرى ويكون لها نفع عام).
ومع ذلك فإن النرجسية غالباً ما تكون سبباً لمقت الشخص، وبغض العقلاء إياه، ولاسيما إذا بالغ في إعجابه بنفسه وكبره واستعلائه على الناس ، وكما قال الشاعر:
أيها الراضع من ثدي الدعاوى إنما ترضع وهماً واحتيالا
– توجيهات للتعامل مع الشخصية المعجبة بذاتها:
يختلف الأمر باختلاف الظروف والأشخاص ولا توجد قاعدة ثابتة ولكن هناك بعض الإرشادات العامة :
1. لا تشمت بأخيك فيعافيه الله ويبتليك واسأل الله له البصيرة.
2. في المجالات التربوية والإدارية قد يكون عنده طاقات تخدم الآخرين ويتفوق بها على غيره ويكون جديراً بالتمكين فلا ينبغي حجبه دائماً وتغييبه ، خصوصاً إذا فسح المجال لمن هو دونه وترك هو فهذا يشعل فيه نار الغيره والشعور بالمهانة والسعي إلى الانتقام وفي المقابل لا ينبغي تركه دون رقابه أو تمكينه التمكين التام فإنه سريعاً ما يتسلط على من فوقه فضلاً عمن دونه.
3. إذا كان صغيراً متعالياً فوق منزلته بكثير، فلا تمكنه من التسلط فيغرق في إعجابه ويفسد فيما تمكن فيه من الأمور لأجل مصلحته وهواه.
4. إن كان من المقربين (أخ-والد-…)فالمداراة والتوجيه الهادئ المرتكز على التذكير بعظم خطورة الكبر و العجب والرياء وبأهمية التواضع والإيثار والتواد والتعاون.
5. إذا كان بينك وبينه خصومه فلا تتوقع سعيه إليك بالصلح إن كان مخطئاً إلا لغرض خفي فاحذره ، اللهم إن فتح الله على قلبه بالهدى وعرف كبره وسعى في إصلاح نفسه.
6. إذا تسلط عليك بالتعالي والادعاء ولم يجد معه أسلوب الدفع بالتي هي أحسن استخدم أسلوب الحزم ولا تدعه يصعد على أكتافك أو يستغلك أو يحقرك ، قال ابن حزم 🙁 مسامحة أهل الاستئثار والاستغنام والتغافل لهم ليس مروءة ولا فضيلة ، بل ذلة وضعف وتعويد لهم على التمادي في ذلك الخلق المذموم) .
7. قد يكون طويل النفس بعيد النظر محكم التخطيط ذا أهداف ومطامع شخصية بعيدة لا يعلنها إلا إذا قارب وصولها فإن كانت تخصه ولا تضر غيره فلا إشكال ولكن الغالب أنه لا يخلو من استغلال لغيره من أفراد أو جماعات فقد يتمسكن حتى يتمكن وعندها تسلط على من كان ضده ويعيد النظر في الماضي ويفتح أرشيف الخلافات ويسوي مع خصومه الحسابات القديمة وما أعظم خطره إذا كان عنده سلطة و صلاحيات.
اترك تعليقاً