بواسطة محامي
الإجابة من موقع قانوني موثوق
ـ انتقال الحراسة :
قد تنتقل الحراسة إلى الغير برضاء المالك للانتفاع بالحيوان ، كما هو الشأن في إعارة الحيوان أو إجارته ، لأنه تنتقل للمستعير أو المستأجر السيطرة الفعلية على الحيوان .
و قد ينقل المالك حراسة الحيوان إلى الغير لأغراض مسلكية ، كأن يعهد بالحيوان إلى الطبيب البيطري أو المروّض أو صاحب الاصطبل ، إلا إذا استبقى المالك لنفسه السيطرة الفعلية على الحيوان أثناء الوديعة أو أثناء العلاج .
و كذلك قد تنتقل الحراسة إلى الغير بدون رضاء المالك ، كما لو سرق الحيوان ، ففي هذه الحالة تكون المسؤولية على السارق وحده ، لأنه يملك السيطرة الفعلية في رقابة الحيوان ، في حين لا يتحمل المالك أية مسؤولية و إن بقي يتمتع بالحيازة القانونية .
أما إذا لم تنتقل الحراسة من المالك إلى الغير ، فإنه يظل مسؤولاً عن فعل الحيوان ، ولو ضل أو تسرب ، و يعتبر هذا من جانب المالك خطأ في الحراسة .
و لكن هل يعتبر تابع المالك ، كالراعي و السائس ، حارساً للحيوان ؟
لا يعتبر التابع حارساً للحيوان ، لأنه و إن كان يملك السلطة المادية ، إلا أنه لا يملك السلطة الفعلية في رقابة الحيوان و توجيهه .
فلا تجتمع صفة الحارس مع صفة التابع إلا إذا تنازل المتبوع عن سلطات الاستعمال والتوجيه و الرقابة إلى تابعه ، و عندئذ تنتفي صفة التبعية لتحل محلها صفة الحراسة .
و لا يكفي أن يتنازل المتبوع إلى تابعه عن سلطة الرقابة فحسب حتى يصبح التابع حارساً ، بل يجب أن يتنازل له عن السلطة الفعلية التي تقوم على استعمال الحيوان و التصرف بأمره .
و بالتالي فكل من السائس و السـائق و الراعي لا يعتبر حارساً ، و إنما تابعاً فقط .
و لكن هناك حالات تنتقل فيها الحراسة على الحيوان إلى التابع ، كما لو أعار المالك الحيوان لتابعه لينتفع به انتفاعاً شخصياً أو اغتصب التابع الحيوان للاستعمال الشخصي … و في هذه الحالات التي يسأل فيها التابع باعتباره حارساً يسأل فيها المالك باعتباره متبوعاً .
و يقصد بالحيوان كل مخلوق غير الإنسان يمكن تملكه أو حراسته ، سواء كان مستأنساً أم متوحشاً ، طليقاً أم مقيداً ، تسهل رقابته أم تصعب . كل هذا بشرط أن يكون حياً و مملوكاً لشخص . و بالتالي فجثة الحيوان الهالك لا تعد حيواناً ، بل تعد من الأشياء غير الحية إذا كانت حراستها تتطلب عناية خاصة ، و ينطبق عليها عندئذ حكم المادة 179( مسؤولية حارس الأشياء الجامدة ) .
و الحيوان الذي لا يملكه أحد ، كالطير الذي لا مالك له و الحيوانات التي تعيش في الغابات ، لا يسأل أي شخص عما يحدثه من ضرر إلا إذا ثبت خطأ في جانبه .
اترك تعليقاً