أحدث طرق النصب عن طريق الهاتف المحمول
أحدث طرق النصب برسائل المحمول
مـبروك كسـبت30 ألـف يـورو!
تحقيـق:نادر محمود طمان
’ مبروك لقد فزت بصك رقم….. وقدره30 ألف يورو اتصل برقم…..’ لحظة مفرحة في زمن صعب اقتصاديا, الحلم ينتابك للحظة, لا تثق في تحقيقه, لكنك ربما تبتسم وتعيش حلم الشقة والعربية أو حل عقدة زواجك أو دفع مؤخر طلاقك, المهم أنه يخيل لك أن طاقة نور فتحت أمامك, لكن للأسف الشديد تكتشف أنه الوهم بعينه.. وأنه لا صحة لما حدث..
عشت التجربة بنفسي عندما أخبرني صديق أنه تلقي الرسالة السابقة واتصلت بالرقم الذي استقبل عليه الرسالة وبعد انتظار لمدة ساعة وأكثر لانشغال الرقم.. لم أكل ولم أمل.. مرة مرتين.. عشر مرات, وفي النهاية لم أصل إلي حل.
عاودت الاتصال في اليوم التالي حتي فوجئت بجرس.. اسمع بعده صوت أنثي تقول لي: انتظر علي الهاتف..’ عصرت علي نفسي طنا من الليمون’ وانتظرت بمرارة علي المكالمة الدولية وبعد استنزاف رصيدي لمدة15 دقيقة عاودت الاتصال مرة ثانية لكني وجدت أنني سأبدأ المكالمة السابقة من جديد واكتشفت أنني لست الوحيد الذي قمت بهذه التجربة بل إن هناك زملاء في المهنة وأصدقاء دراسة حاولوا ووقعوا في نفس الفخ بعد أن تكبدوا50 جنيها ثمن الاتصال الدولي.
هذه رسالة يمكن أن تتلقاها في أي لحظة وانتشرت لدرجة أنها صارت ظاهرة.
ابتسم.. عيش الحلم.. الوهم.. لكن أرجوك لا تصدقها لأنها رسالة وهمية يهدف أصحابها إلي استنزاف رصيدك بالاتصال الدولي للرقم الذي استقبلت به الرسالة, فهذا هو البيزنس الخفي القائم علي النهب والسرقة الذي احترف أصحابه الزيف وخداع الناس.
ولأن هذه الرسالة تنتشر داخل مصر بشكل كبير هذه الأيام لدرجة أنها تحولت إلي ظاهرة فإننا في هذا التحقيق نتوقف قليلا لنعيش الحلم والوهم ونتساءل: أية جهة تلك التي لديها كل هذه الأموال الطائلة لتمنحها مجانا للناس؟! وهل فعلا أن الهدف هو الاتصال بالرقم علي طريقة المسابقات وبرامج الأغنيات؟!
وهل يوجد قانون يراقب هذه الأنشطة؟! وكيف يمكن مكافحتها؟!
وإذا كانت هذه الجهات صادقة لماذا لم يفز أحد؟!
علامات استفهام عديدة تطرحها رسائل الوهم..
نماذج هذه الرسائل كثيرة أحدها يطلب منك إيداع مبلغ900 دولار لكي تشترك في مسابقات الربح من الإنترنت أيضا ويرسل لك نماذج لأشخاص فازوا من قبل لكي يستدرجك لتقع في الفخ, هذا ما يؤكده المهندس حاتم الأشقر مبرمج بأكاديمية السادات, حيث يقول إن رسائل النصب الإلكترونية منتشرة بصورة كبيرة في مختلف الدول حاليا, ففي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها تعرض ملايين من المواطنين لسرقة بياناتهم الشخصية والنصب عليهم باستغلال هذه البيانات للإيقاع بهم
ويضيف توجد عدة سيناريوهات لرسائل النصب المنتشرة حاليا أشهرها رسائل غسل الأموال حيث تجد في صندوق الرسائل الخاص بك رسالة مرسلة من سيدة تقول: لقد توفي والدي في الحرب الأهلية الأخيرة بالصومال وقام بإيداع مبلغ بأحد البنوك بها وتذكر رقما مكونا من ستة أرقام أو أكثر وأحتاج إلي شخص أثق به لأحول له النقود لكي أستطيع استردادها وسوف أمنحك نسبة معينة من هذا المبلغ. أو يكون سيناريو الرسالة كالتالي: لقد توفي السيد’ مهاتير بدوي’ و بما أني أعمل في البنك الذي يضع به أمواله وليس لديه أقارب واسمه قريب من اسمك فسوف أحول لك المبلغ كأنك وريث شرعي له علي أن تحصل علي نسبه من المبلغ أو أن تجد رسالة تخبرك بأنك ربحت في جائزة اليانصيب أنت وأحد الأشخاص في دولة أخري ولكنه لا يستطيع أن يتسلم النقود و سوف يقوم بتوكيلك لسحب كامل المبلغ وبدون هذا التوكيل لن تستطيع الحصول علي جائزتك علي أن نقتسم المبلغ فيما بيننا.
ويشرح حاتم الأشقر كيفيه التعرف بسرعة علي رسائل النصب بدون أن تقرأ الرسالة بالكامل فكل ما عليك هو البحث بعينيك بسرعة عن رقم كبير, مكون من ستة أصفار أو أكثر في نص الرسالة وعندما تجده سوف تعرف أن الموضوع كله عملية نصب ليس أكثر أو عادة ما يكون عنوان البريد الخاص بالرد ليس نفسه عنوان الراسل لأنه باستطاعة أي شخص عبر بروتوكولPOP3 علي الميل أن يجعل عنوان الراسل مثلا([email protected]) وهنا سوف يصدق الشخص مثلا أن هذه الرسالة من بيل جيتس صاحب شركة مايكروسوفت العالمية وعادة ما يكون عنوان الرد عنوانا آخر وهنا يتبين زيف الرسالة.
ويضيف أن فكرة هذه الرسائل أنها تكتب بلغة رسمية ويكون بها رقم تليفون وعنوانا واسم شركة ولو اتصلت فعلا بالرقم المرفق بالرسالة ستجد أحد الأشخاص يجيبك ويؤكد صحة ما جاء بالرسالة ويطلب منك تحويل مبلغ من المال كمصاريف أوراق تسليم الجائزة وأخطر ما في هذه الظاهرة أن أعداد من تعرضوا للنصب من خلال هذه الرسائل التي تصلهم عبر البريد الإلكتروني أو الهاتف المحمول في ازدياد وهذه الرسائل التي تصل بشكل عشوائي إلي عدد كبير من الناس تلعب علي عدة محاور: الأول أن تكون الخدعة غاية في الذكاء والثاني أن تصاغ الرسالة التي تصل إلي الضحايا بشكل مقنع والثالث وهو الأخطر في الموضوع أن هذه الشركات تلعب علي وتر حساس وهو أن الجميع يحلم بالثروة والأموال السهلة وعندما تسيطر عليهم الفرحة يفقدون عقولهم وتركيزهم ويقعون ضحية للنصاب الذي يرسل هذه الرسائل.
ولكي يأخذ الناس حذرهم فعليهم أن يعرفوا كيفية وصول هذه الرسائل إليهم. فهذه الرسائل تدخل تحت مصطلح يسميSPAM أي البريد الإلكتروني غير المفيد الذي ترسله آلاف الشركات إلي أصحاب البريد الإلكتروني بغرض الدعاية لمنتجاتهم وهنا يظهر مصطلح آخر يطلق عليهFISHING أي الصيد الإلكتروني, حيث يستغل قراصنة الإنترنت( الهاكرز) البريد غير المفيد ويتسللون من خلاله فيرسلون آلاف الرسائل بشكل عشوائي وقد يكون من سوء حظك أن تصلك هذه الرسالة والأسوأ أن تخدعك وتثق بمصدرها فتقدم لهم بياناتك الشخصية مثل اسمك ورقم حسابك البنكي بحجة أن هذه البيانات ضرورية لكي تحصل علي مبلغ كبير من المال.
لكن ما يحدث أن بياناتك الشخصية تصبح في أيدي الهاكرز ويمكنهم أن يفعلوا بها ما يشاءون مثل السطو علي حسابك في البنك أو استخدامه في أمور غير مشروعة. وهذه ظاهرة يعاني منها العالم كله وهذه الرسائل ليست سوي خداع ونصب والحل أن يقوم كل من تصله هذه الرسائل بالضغط علي زر سلة المهملات وينصح مستخدمي الإنترنت بعدم إدخال أيه بيانات شخصية لهم علي أي موقع غير موثوق به.
توعية المواطنين
الدكتور طارق خليل رئيس المؤسسة الدولية لإدارة التكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية يقول إن هذه الرسائل تخرج من عدة دول خاصة دول مثل نيجيريا وجنوب أفريقيا للنصب علي المواطنين وهؤلاء يستغلون أي ثغرة تكنولوجية ينفذون منها للمواطنين والمهم في الأمر أن يكون لدي المواطنين الوعي الكافي وألا يستجيبوا لأي شيء وكل المعلومات التي ترسل علي الانترنت أو التليفون المحمول يجب ألا يصدقوها ويجب أن يكون لديهم الوعي الكافي
خصوصا عدم إعطاء أرقام حساباتهم لأي شخص لأنه سيستغل ذلك في النصب فلا يوجد شيء يأتي مجانا والتشريعات القانونية في هذا الأمر لا تفيد لأن هذه الاختراقات تأتي من خارج الحدود إلا إذا وضع تشريع دولي للحماية من عمليات النصب المنظمة ويضيف: لايستطيع أحد منع هذه الممارسات أو الحد منها بل يأتي منعها من الأفراد أنفسهم وتجاهل مثل هذه الرسائل والوعي والحذر في نفس الوقت فأي شخص يستطيع إرسال رسائلsms أو إيميل لأي شخص في العالم حتي إن البنوك حاليا بدأت توعية عملائها بأنها لن تطلب من أي عميل رقم حسابه الشخصي أو تغيير رقم التعريف الخاص به من خلال الإتصال الهاتفي تحت أي ظرف بالإضافة إلي أن قواعد البيانات تخضع لما يسمي ميثاق الشرف ما بين العميل والجهة التي لديها البيانات الشخصية للمواطنين فعندما أعطي بياناتي الشخصية لأي جهة فهذا لا يعطيها الحق في بيعها لبعض الشركات لاستخدامها في الدعاية وبيع منتجاتها إلا بعد موافقة العميل الشخصية وهذا يخضع لميثاق شرف ليس إلا وهذا يندرج تحت بند الحقوق الشخصية لأي فرد. والمفروض أن أي جهة أعطيها بياناتي أن تحافظ علي سرية هذه البيانات.
أمن المعلومات
أما الدكتور محمود علام الرئيس التنفيذي ومدير برنامج الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بجامعة النيل للتكنولوجيا فيقول: لايوجد في مصر حتي الآن تشريع واضح للحد من ظاهرة الرسائل الخادعة التي يتلقاها العديد من المواطنين علي تليفوناتهم المحمولة أو بريدهم الشخصي وكل ما نحاول به مكافحة هذه الوسائل الزائفة هو تأمين البيانات الشخصية من قراصنة الإنترنت فالأمر ما بين’ الهاكرز’ وتأمين الشبكات يشبه لعبة القط والفأر, فهناك أشخاص متفرغون مهمتهم اختراق الشبكات والأنظمة وكل يوم نسمع عن هاكرز قام باختراق مواقع لجهات مهمة ومؤمنة جدا فنظم الشبكات لا يستطيع أحد تأمينها100% فأي نظام يوجد به ثغرات والهاكرز يستخدمون كل الأساليب لكي يحصلوا علي جزء صغير من المعلومات للأشخاص لكي يدخل منها إلي المعلومات السرية لأي شخص ونحن مازلنا نعمل علي تأمين البيانات في كل وقت واعتمادنا يزيد كل يوم علي الشبكات.
وتخصص تأمين الشبكات لدينا يكاد يكون شبه منعدم وكل من يعمل في هذا المجال لدينا إما هاو أو تعلم هذا التخصص في الخارج وبدأنا في تدريس هذا التخصص بجامعة النيل للتكنولوجيا وببرامج للدراسات العليا في تأمين المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات وتصميم المنظومات الالكترونية وبدأنا بتخصص أمن المعلومات كخطوة أولي لكي نوعي المواطنين بأن هذا التخصص مهم ونحتاج إليه والصعوبة التي تواجهنا هي عدم وجود كوادر لتدريس هذا المجال فلا يستطيع أي شخص العمل في هذا المجال لأنه يتطلب مواصفات شخصية خاصة لمن يفكر في الدخول إلي هذا المجال مثل أن يكون لديه الهواية في البحث عن كل جديد في نظم المعلومات.
وعن الأسباب النفسية وراء الهوس بالمسابقات للأشخاص الذين يقعون فريسة سهلة لهذه النوع من النصب للحصول علي المكاسب السريعة مع معرفتهم المسبقة أنها نوع من الوهم ومع ذلك يكررون الاشتراك في مثل هذه المسابقات والنصب عليهم مرات عديدة ـ تقول الدكتورة سامية علي أستاذ علم النفس إن هوس المواطنين بالمسابقات يرجع إلي أن هناك نوعا من المواطنين دائم البحث عن الجوائز التي تهبط عليه من السماء من أجل تحقيق الأماني والرغبات المكبوتة مع الأخذ في الاعتبار عوامل الجذب بالجوائز القيمة ويلجأ إليها المواطنون بسبب الازمات المالية التي يعيشون فيها حاليا؟
وتضيف دكتورة سامية ان مسابقات الجوائز المالية الكبيرة ورسائل النصب أصبحت ظاهرة مرعبة ويجب التصدي لها من خلال وضع تشريع قوي من شأنه إيقاف عمليات النصب واللعب بأحلام البسطاء.
اترك تعليقاً