مقال قانوني متميز عن الشهادة والمانع الأدبي في القانون
مفهوم المانع الادبي في قانون البينات السوري
الشهادة في القانون تعني اخبار شخص من غير أطراف الخصومة أمام القضاء بواقعة حدثت مع غيره
ويترتب عليها حق لغيره أو انها الإخبار بواقعة عاينها الشاهد أو سمعها بنفسه أو ادركها على وجه العموم بحواسه.
ويأتي الإثبات بالبينة الشخصية (الشهادة) في الدرجة الثانية بعد الإثبات بالكتابة وهو من أخطر طرق الإثبات نظراً لتراجع قيم الأخلاق وضعف الذمم وطغيان المادة على القيم الروحية..
حوارنا مع الاستاذة المحامية بنان إبراهيم في مضمون الشهادة لنسألها:
> ما الوقائع التي يجوز إثباتها بالشهادة:
آ- الالتزامات غير التعاقدية((الوقائع المادية))
ب- الالتزامات التعاقدية التي لا تزيد قيمتها عن خمسمائة ليرة سورية وبالنسبة إليها فإجازة إثباتها بالشهادة ناتج من قلة أهميتها وضآلة قيمتها.
أما الحالات الإستثنائيةالتي أجاز القانون فيها الإثبات بالشهادة فيما لا يجوزإثباته إلا بالكتابة:
أولاً- مبدأ الثبوت بالكتابة:
وهو كل كتابة تصدر عن الخصم ويكون من شأنها أن تجعل وجود العقد المدعى به قريب الاحتمال حتى لو كان المطلوب تزيد قيمته عن خمسمائة ليرة
ثانياً- المانع المادي:
وهو ظرف خارج عن إرادة المتعاقدين يحول بينهم وبين الحصول على كتابة لتدوين التزاماتهم كأن لا يوجد من يستطيع الكتابة أو أن تحصل الالتزامات في ظروف خطرة.
ثالثاً- الالتزامات التعاقدية الممنوعة في القانون والمخالفة للنظام العام والآداب
رابعاً- فقدان الدليل الكتابي فقد أجاز المشرع الإثبات بالشهادة فيما يجب إثباته بالكتابة إذا فقد الدائن سنده المكتوب لسبب لا يد له فيه.
> ما هو المانع الأدبي:
وهو المانع الذي يحول دون الحصول على دليل كتابي عند قيام علاقة قانونية بين طرفين تمنعهم علاقة اجتماعية أو رابطة أو ظروف التعاقد للشعور بالحرج عند مطالبة احدهما للآخر.
> هل حدد المشرع الموانع الأدبية على سبيل الحصر وما هما: 1-القرابة بين الزوجين
2-القرابة بين الأصول والفروع
3-القرابة بين الحواشي إلى الدرجة الثالثة
4-القرابة بين أحد الزوجين وأبوي الآخر.
وبالنسبة لتقادم المانع الأدبي فقد جاء في القانون ان التقادم لا يسري كلما وجد مانع يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه ولو كان أدبياً.
> وما هي الحالات التي يهدر فيها المانع الأدبي:
– فالمانع الادبي يهدر في حالتي اعتياد التعامل بالكتابة واستقر الاجتهاد إنه إذا كتب الطرفان بينهما سندين أو أكثر فإن المانع الأدبي ينتفي في هذه الحالة.
– وفي حالة العداوة يزول المانع الأدبي لأن من شأنها أن تؤدي إلى فقدان الثقة التي يقود على أساسها المانع الأدبي.
– وأخيراً فإن موضوع الإثبات بالبينة الشخصية موضوع هام ويقع على القاضي عبء ثقيل عند سماع الشهادة حول واقعة قانونية أو حادثة محددة وعليه تحري الدقة والتروي قبل أن يقبل الإثبات بالشهادة وخاصة عند توافر المانع الأدبي.
بعض الامثله على ماهو مانع ادبي :
علاقة الخطوبة تعتبر مانعاً أدبيا يجيز قبول البينة الشخصية (نقض سوري رقم 1085 تاريخ 10/5/1965 مجلة القانون ص 658/1965) .
إن العلاقة بين المخدوم والخادم قد لا تسمح تبعاً للظروف بالحصول على الدليل الكتابي وفي اعتبار الموانع الأدبية يبقى محصورا في نطاق الخدمة التي يقوم بها الخادم كشراء الحاجيات وغير ذلك دون أن يتعدى الأمر إلى أعمال يمارسها الخادم لمصلحته الشخصية وتتعدى هذه العلاقة (نقض سوري رقم 1466 تاريخ 11/10/1980 أساس 218 سجلات النقض) .
إن العلاقة القائمة بين العامل ورب العمل لا تعتبر مانعاً أدبيا يحول دون حصول رب العمل من العامل على مستند خطي فيما يسدده عن ذمته وطالما أن القانون أجاز للعامل وحده إثبات حقوقه في حالة عدم وجود عقد عمل خطي (نقض سوري رقم 6 تاريخ 17/1/1966) .
– إذا كانت الوكالة من أخ لأخيه فأن من يتعامل مع هذا الأخ الوكيل له إثبات التوكيل المشار إليه بالبينة الشخصية لقيام المانع الأدبي بين الوكيل والموكل الآخرين (نقض سوري رقم 972 تاريخ 14/10/1967) .
قيام علاقة زراعية لا يفيد وجود مانع أدبي بين العامل ورب عمله لكون قانون العلاقات الزراعية أوجب ربط عقود المزارعة بسند خطي.
المراجع : قانون البينات السوري
المرشد في الاجتهاد القضائي
إعادة نشر بواسطة محاماة نت
اترك تعليقاً