الرقابة اللاحقة على دستورية القوانين في فرنسا بين الرفض والتأييد

انتقد الكثير من الفقهاء فكرة الرقابة السابقة التي تمارس بواسطة المجلس الدستوري وكانوا ينادون بالأخذ بفكرة الرقابة اللاحقة في الرقابة على دستورية القوانين وحدث الكثير من المحاولات لادخال هذه الرقابة .

وقد استند الجانب المؤيد للرقابة اللاحقة الى الآتي : 

1- ان التطبيق العملي للقوانين هو الذي يكشف عن أوجه مخالفتها للدستور .

2- ان الرقابة اللاحقة تسمح للأفراد بالدفاع عن حقوقهم وحرياتهم المقررة لهم بمقتضى نصوص الدستور .

3- أن الرقابة اللاحقة ستجعل من المجلس الدستوري الفرنسي محكمة دستورية .

بينما استند الفريق المعارض للرقابة اللاحقة الى الآتي : 

1- ان الرقابة اللاحقة تعد مساساً بسيادة التشريع أي أن السلطة التشريعية بعد أن تصدر تشريع يتم الغاءه لكن يمكن الرد على هذا بأن الأولى من سيادة التشريع هو سيادة الدستور .

2- ان الرقابة السابقة لها ميزة في أنها رقابة وقائية لأنها تتم قبل اصدار وتطبيق القانون على الأفراد .

الفريق المؤيد للرقابة اللاحقة رداً على ذلك : 

1- الرقابة السابقة تهمل ما قد ينكشف عن الواقع العملي من مطاعن دستورية على القانون .

2- الرقابة السابقة تعد رقابة اختيارية بيد رجال السياسة فقد يصدر قانون غير دستوري ولا يستطيع الأفراد الطعن عليه .

3- كما أن الرقابة السابقة تمثل ذات الاعتداء على سيادة التشريع حيث أن القاضي الفرنسي يبحث في مطابقة التشريع للاتفاقية الدولية وهو ما يسمى بالرقابة الاتفاقية .

الملاحظات على الرقابة اللاحقة في فرنسا : 

1- الرقابة اللاحقة في فرنسا اقتصرت على بعض القواعد التشريعية وما عداها يدخل في نطاق الرقابة السابقة ، الأصل في فرنسا هو الرقابة السابقة .

2- ان المشرع الدستوري الفرنسي قدر أهمية الحفاظ على حقوق وحريات الأفراد وأنه لا يجوز لنص تشريعي أن يفلت من رقابة الدستورية .

3- أن المشرع الدستوري لم يعطي للهيئات القضائية احالة القانون المطعون بعدم دستوريته الى المجلس الدستوري مباشرة اذا ما قدر القاضي جدية الدفع انما يحيلها الى المحاكم العليا في القضاء العادي والاداري ، وتعمل المحاكم العليا ” المصفاة ” لما يعرض عن المجلس الدستوري الفرنسي من قوانين .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *