المسؤولية القانونية للدوائر عما تحدثه معداتها من ضرر للناس
مجيد اللامي
ان التطور العلمي والتقني احدث ثورة هائلة في مجال دخول الآلات الميكانيكية والكهربائية في معترك الحياة الانسانية وما سينتج عن ذلك من ضرر يصيب الانسان لا يتعلق بالضرر الجسدي الذي قد يترك آلاماً مبرحة وعوقاً دائماً لابل من شأن ذلك ان يقود الى اسدال الستار على حياة الانسان ولهذا الزم ممن تحت تصرفه آلات ميكانيكية او اشياء أخرى تتطلب عناية خاصة للوقاية من ضررها ان يبذل جهداً في الحفاظ على ما يبعدها من الحاق الضرر بالآخرين والا يكون مسؤولاً عما تحدثه من ضرر مالم يثبت انه اتخذ الحيطة الكافية لمنع حدوثه. ان المعنى المراد بالآلات الميكانيكية هي تلك التي تدار بقوة الكهرباء او البترول او الغاز الطبيعي او اشعة الشمس ويستوي ان تكون تلك الآلات صناعية او زراعية .
وما يقصد بالتصرف هنا هو السيطرة الفعلية على الشيء سواء استندت هذه السيطرة الى حق مشروع ام لم تستند كما في حال سارق السيارة اذ انه لا يستند في تصرفه في السيارة الى حق مشروع ومع ذلك يكون مسؤولاً عما تحدثه من ضرر للآخرين ولا تنتفي عنه المسؤولية بدعوى انه ليس مالكاً لها..
ان مواطناً يطالب بالتعويض عن حادث اصاب ولده بصعق كهربائي ادى الى قطع ساعده الأيمن وحروق في مختلف انحاء الجسم وان القضاء الزم دائرة الكهرباء بتعويض عما اصاب ولده ولأن من كانت تحت تصرفه آلات ميكانيكية او اشياء اخرى تتطلب عناية خاصة للوقاية من ضررها مسؤولاً عما تحدثه من ضرر وان الدائرة المذكورة بتركها الاعمدة الكهربائية ومعداتها من دون مراقبة للوقاية من ضررها تكون مسؤولة عن الضرر الذي اصاب ابن المدعي واصابته العجز بنسبة 80% لقطع ساعده الأيمن وبالتالي تكون ملزمة بالتعويض عن هذا الضرر..
لكي تتحقق مسؤولية من كان تحت تصرفه آلات ميكانيكية او اشياء تتطلب عناية خاصة يجب ان يكون الضرر الذي لحق بالآخرين قد حصل بفعل ايجابي من تلك الآلة او الشيء فاذا كان الفعل سلبياً فلا يعد الضرر واقعاً بفعله فاذا اصطدم مواطن بسيارة واقفة في مكانها الطبيعي فحدث له ضرر فان دور السيارة في احداث الضرر كان سلبياً ولا تتحقق هنا مسؤولية على صاحب السيارة لان الضرر لم يكن ناتجاً عن فعلها في الوقت الذي تتحقق فيه هذه المسؤولية عندما تكون السيارة متحركة فيحدث الضرر للشخص بفعل ايجابي منها ولا يستلزم الاتصال المادي المباشر بمحل الضرر فقد يتحقق هذا الاتصال من دون ان يؤشر على مسؤولية الحارس ومثاله ان يتوقف شخص بسيارته فجأة فيصطدم به راكب دراجة او سائق سيارة اخرى فعلى الرغم من ان فعل الشيء (وهو التوقف المفاجئ) لم يتصل اتصالاً مادياً مباشراً بالضرر (وهو اصابة السائق او الراكب) الا ان مسؤولية الحارس تتحقق.
قدم تأسيسات الكهرباء!
وقضى القضاء في قرار له انه جرى التحقيق عن الشخص المسؤول عن تلف التأسيسات الكهربائية في (الحمام) ووصول الطاقة الكهربائية التي لامست جسم المواطن وادى ذلك الى صعقه بالتيار الكهربائي ووفاته وذلك باجراء الكشف بمعرفة خبير مهندس الذي بين أن التأسيسات الكهربائية القديمة هي السبب في حصول الحادث ولا يمكن ان يعزى حصول الحادث الى الشخص الذي يستغل الحمام في الوقت الحاضر.
احتراق سيارة!
وان سبب احتراق سيارة مواطن هو الكسر الموجود في (ولف التفريغ) الزيت في السيارة الحكومية ما ادى الى انسكاب مادة زيت الغاز من هذه السيارة الحكومية الى الشارع العام وبكميات كبيرة غطت مساحة من الشارع وعند مرور سيارة المواطن على هذه المساحة وبسبب الاحتكاك الذي حصل بين عجلات سيارة المواطن وبين مادة الزيت المنسكبة على ارض الشارع التهبت هذه المادة وادى هذا اللهب الى احتراق سيارة المواطن الواضح من هذا ان المسؤول عن الضرر الذي حل بسيارة المواطن هو السيارة الحكومية لان دائرتها لم تتخذ العناية اللازمة في فحص سيارتها عند تحميلها بمادة الغاز
الاسلاك الكهربائية
وبما ان الاسلاك الكهربائية التي سببت الحادث تتطلب عناية خاصة للوقاية من ضررها ولانها تحت تصرف دائرة الكهرباء لذا فهي مسؤولة عما تحدثه من ضرر لعدم ثبوت اتخاذها الحيطة الكافية لمنع وقوع هذا الضرر.. إلا ان تقرير الخبراء المتخصصين لم يثبت ان حادث الحريق الذي شب في المحل العائد للمواطن لم يكن سببه تقصير واهمال دائرة الكهرباء وان الحريق داخلي لذا فان دائرة الكهرباء لا تكون مسؤولة عن هذا الحادث وان دعوى المواطن بمطالبته بالتعويض ليست مستندة على اساس قانوني سليم.
اترك تعليقاً