انسحاب الشريك المتضامن و مسؤولياته
المحامي: محمد العماوي
تاتي القاعدة المنظمة لهذه العملية (مسؤولية الشريك المنسحب من شركة التضامن) في اطار القاعدة العامة المنظمة لمسؤولية الشريك أساساً في شركة التضامن؛ حيث أن الشريك المتضامن مسؤول مسؤولية شخصية عن كافة ديون والتزامات الشركة ابان وجوده شريكاً فيها.
وإن هذه المسؤولية تبقى كذلك حتى وإن انسحب هذا الشريك من الشركة او خرج منها لأي سبب من الاسباب، ولا تسقط هذه المسؤولية عنه إلا بالتقادم (مرور الزمن المسقط). والبديهي في هذه المسألة ان حدود التزامات ومسؤولية الشريك المنسحب تكون عن جميع ديون والتزامات الشركة السابقة لانسحابه منها؛ أي ان نطاق مسؤوليته اتجاه المستقبل ينتهي بخروجه من الشركة او انسحابه منها فيما تبقى مسؤوليته قائمة عما سبق خروجه او انسحابه من الشركة.
وتبين النصوص القانونية التالية من قانون الشركات هذه المسائل؛ إذ تنص المادة (29/أ) من قانون الشركات الأردني رقم (22) لسنة 1997 وتعديلاته على: “يجوز ضم شريك أو أكثر الى شركة التضامن بموافقة جميع الشركاء فيها إلا اذا نص عقد الشركة على غير ذلك، ويصبح الشريك الجديد مسؤولاً عن باقي الشركاء عن الديون والالتزامات التي ترتبت على الشركة بعد انضمامه إليها، وضامناً لها بامواله الخاصة“.
وكذلك الأمر تنص المادة (29/ب) من ذات القانون على ما يلي: “تسري أحكام الفقرة (أ) من هذه المادة على أي شريك جديد ينضم الى الشركة بتنازل أحد الشركاء الآخرين له عن حصته في الشركة أو أي جزء منها …“.
كما وتنص المادة (28/2) من ذات القانون على: “يظل الشريك المنسحب مسؤولاً بالتضامن والتكافل مع الشركاء الباقين في الشركة عن الديون والالتزامات التي ترتبت عليها قبل انسحابه منها ويعتبر ضامناً لها بأمواله الشخصية مع باقي الشركاء وفقاً لأحكام هذا القانون“.
ومما سبق يمكن لنا الخروج بما يلي:
1- إن انضمام شريك الجديد الى الشركة يجعله مسؤولاً عن جميع التزامات الشركة بالنسبة الى المستقبل دون أن يكون مسؤولاً عن التزاماتها اتجاه الماضي، كل ذلك مالم ينص عقد الشركة او الاتفاق ما بين الشركاء على غير ذلك. ذلك مع الاشارة الى أن رأينا يتجه الى أن للغير حسن النية مطالبة هذا الشريك اياً كان وقت انضمامه على اعتبار انه كتلة الشركاء الضامنين للشركة، ويحق لذاك الأخير (الشريك الجديد) الرجوع على باقي الشركاء بما دفع دون أن يتحمل هو من ثم أي تبعة أو حصة من الدين.
2- إن الشريك المنسحب من شركة التضامن، يبقى مسؤولاً بالتضامن والتكافل مع باقي الشركاء في الشركة عن جميع ديون والتزامات الشركة حتى تاريخ انسحابه، وتنتهي مسؤوليته عند هذا الحد دون أن يكون مسؤولاً عن أي اثر او التزام يترتب على الشركة بعد انسحابه. ذلك مع مراعاة ان يكون قد اتخذ ما يلزم من التدابير المصاحبة لانسحابه من الشركة كازالة اسمه من عنوان الشركة (عنوان شركة التضامن هو اسماء الشركاء فيها او احدهم، وهو يشابه مع الفارق اسم الشركة في شركات الاموال والشركات المختلطة).
3- القاعدة العامة التي يمكن القول بها في هذا الشأن تتمثل في: إن الشريك في شركة التضامن لا يتحمل المسؤولية عن التزامات الشركة إلا اذا كان شريكاً فيها وقت نشوء الالتزام.
اترك تعليقاً